بين ”المحرر“ ومناطق النظام.. حياة شباب حماة في تناقض

  • 2017/12/03
  • 12:33 ص

نازحين من ريف حماة 15 نيسان 2017 (عنب بلدي)

ريف حماة ـ إياد عبد الجواد

تتناقض الحياة اليومية لشباب مدينة حماة بين مناطق سيطرة النظام السوري وما يرتبط بها من عمليات اعتقال وتعذيب، وبين المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، التي تغيب فيها فرص العمل، وتعاني من شح في الموارد المالية والاقتصادية.

وبحسب رئيس مجلس محافظة حماة الحرة، نافع البرازي، التحق أبناء مدينة حماة القاطنين في المناطق “المحررة” بعد خروجهم من المدينة في عدة تشكيلات عسكرية عاملة في المنطقة، وقابلتهم حينها نسبة قليلة خرجت إلى تركيا.

أما حاليًا، فقد وضعت نسبة كبيرة منهم الأراضي التركية والعيش فيها مقصدًا، خاصةً في ظل غياب فرص العمل في الشمال السوري.

وفيما يخص الشباب الذين مايزالون في مناطق سيطرة النظام السوري، أوضح البرازي لعنب بلدي أن البعض منهم مختبئ ومختف عن الأنظار خوفًا من الاعتقال، وفي كثير من الحالات يعتقلون ويساقون إلی الخدمة العسكرية.

وعبّر البرازي عن أسفه كون الصورة المنقولة من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة “سوداوية”، الأمر الذي يدفع العشرات من الشباب إلى البقاء تحت سلطة النظام، رغم أن ذلك لا يبرر لهم مطلقًا، بحسب تعبيره.

تهميش في المحرر

إلى ذلك قال البرازي إن الشباب الهاربين من مناطق سيطرة النظام يتعرضون لـ “التهميش”، وخاصةً من ذوي الخبرة والكفاءة، الأمر الذي يدفعهم للتفكير في السفر خارج المنطقة.

وأشار إلى خيار واحد أمام الشاب المتزوج، وهو إما الانتقال إلى المناطق “المحررة”، أو أن يضطر لإبقاء عائلته في المدينة، مع احتمال تعرض الزوجة للاعتقال في حال وصل للنظام أن الزوج “فار”.

وسجلت عدة حالات تسوية مع النظام من أشخاص كانوا في المناطق “المحررة” وعادوا لمدينة حماة، بسبب اعتقال الزوجة مقابل إطلاق سراحها.

بينما اعتبر الناشط عبدالله الحموي أن القرارات الصعبة التي اتخذها النطام السوري بحق الطلبة بخصوص التأجيل الدراسي زادت من خروجهم من مدنهم، سواء إلى الشمال “المحرر”، أو إلى تركيا ودول أوروبا.

هاجس الاعتقال يومي

عروة مصري، أحد أبناء مدينة حماة، ويقيم في إدلب، خرج في المظاهرات السلمية في مدينته، مطلع 2011، واعتقله فرع الأمن السياسي بعد مداهمة منزله.

وقال عروة لعنب بلدي إن ازدياد حوادث الاعتقال والمداهمات التي تعرض لها منزله دفعه للخروج من المدينة، بعد التنسيق مع أحد الأشخاص لقاء مبلغ مالي قدره 1000 دولار أمريكي.

وأضاف أن الشباب في المدينة معرضون في أي وقت للاعتقال من قبل الأفرع الأمنية، ومن ثم سوقهم إلى الخدمة الإلزامية وزجهم في المعارك.

أما بالنسبة للشباب المتطوعين لدى قوات الأسد فقسم منهم تطوع إجباريًا كي يخدم داخل مدينة حماة لكي يعيل أهله، والقسم الآخر بحثًا عن السلطة والمال.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع