“تاو” يعيق تقدم قوات الأسد في ريفي حلب وحماة

camera iconعنصر من الجيش الحر يستهدف دبابة عسكرية لقوات الأسد في ريف حلب الجنوبي - (انترنت)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تحاول قوات الأسد والميليشيات المساندة لها تغيير الخريطة في ريفي حماة وحلب لصالحها بذات الطريقة التي اتبعتها في المدن والمناطق السورية الأخرى، خاصةً في المنطقة الشرقية، إلا أنها تصطدم بخطط عسكرية تتبعها فصائل المعارضة السورية.

محور جديد فتحه النظام السوري، في الأيام الماضية، في ريف حلب الجنوبي الشرقي، إلى جانب المحور الذي تسير فيه قواته في ريف حماة الشمالي والشرقي، في خطوة تسعى من ورائها الوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري “الاستراتيجي” في ريف إدلب الجنوبي.

ويتزامن تقدم قوات الأسد في المنطقة مع غارات جوية ”مكثفة” من الطيران الحربي الروسي على كل من مناطق الرهجان، الحمدانية، الجنينة، وزغبر، الأمر الذي أجبر مئات عائلات المنطقة على النزوح للمناطق الأكثر أمنًا في ريف مدينة إدلب.

تاويعيق التقدم

الصواريخ الأمريكية الموجهة ”تاو”، كان لها الأثر الأبرز في صد محاولات تقدم قوات الأسد، إذ اعتمدت عليها فصائل المعارضة السورية بشكل أساسي، وساعدتها طبيعة المنطقة الجغرافية التي تحاول قوات الأسد التوغل من خلالها.

وتقاتل “هيئة تحرير الشام“ في المنطقة، إلى جانب فصائل “الجيش الحر” المتمثلة بـ “جيش النصر”، “جيش العزة”، “جيش إدلب الحر”، والتي أعلنت انضمامها في الأيام الأولى للمعركة ضد قوات الأسد.

وسائل إعلام النظام أعلنت أن قوات الأسد سيطرت على مساحات واسعة في ريف حلب الجنوبي، منها قرى عبيسان وعزيزة، واعترفت أن التقدم بقصد السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري.

إلا أنه لم تمض أيام على الاقتحام حتى أعلنت فصائل المعارضة السورية استرجاع كافة النقاط التي خسرتها، والتي اعتبرها نقاطًا “باردة” بعيدة عن خط الاشتباكات الأساسي.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية انطلقت قوات الأسد في محورها من الجهة الغربية لمنطقة خناصر، وسيطرت على كل من رشادية، المشيرفة، وخربة ربيط.

وتحاول التوغل في عمق المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في ريف إدلب الشرقي، وصولًا لمطار أبو الضهور التي يفصلها عنه حوالي 28 كيلومترًا.

وكانت مصادر عسكرية أكدت لعنب بلدي، أواخر تشرين الأول الماضي، وصول تعزيزات للميليشيات الإيرانية، شرقي إدلب وفي المنطقة الشمالية من حماة، وسط تعزيزات “روتينية” في منطقة الحاضر وتلالين جنوبي حلب.

ورجحت المصادر أن تشهد المنطقة معارك “طاحنة” بين قوات العشائر التي شكلت بدعم روسيا في وقت سابق، ومقاتلي “هيئة تحرير الشام”، بعد تعيين وزارة الدفاع النظام السوري، اللواء محمد خضور، قائدًا مؤقتًا للمعركة.

جبهتان شرقي حماة

لا تنفصل المواجهات جنوبي حلب عن نظيرتها في ريف حماة الشرقي فالهدف واحد هو المطار العسكري في ريف إدلب الجنوبي.

وتتمثل المعارك بجبهتين تخوضهما فصائل المعارضة السورية، الأولى ضد قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، والثانية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يحاول التوغل أيضًا داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب.

تحاول قوات الأسد التقدم من خلال قرية المستريحة، والتي شهدت عمليات كر وفر في الأيام الماضية، دون تثبيت عسكري لأي طرف فيها حتى الآن.

أما تنظيم “الدولة الإسلامية” فتقدم بشكل مفاجئ، وسيطر على عشرات القرى شرقي حماة، ما جعله يقترب من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب لمسافة تقدر بأقل من خمسة كيلومترات.

وبررت “تحرير الشام” التقدم على لسان عماد الدين مجاهد، مدير العلاقات الإعلامية فيها، بأن “المعارك في البادية شرسة، فجغرافية الأرض تسمح بتقدم القوات العسكرية لنا ولهم بشكل سريع”.

ووفق مجاهد، فإن العمل العسكري في المنطقة، يتمثل بقطع مسافات طويلة في البادية دون دخول القرى، عن طريق الالتفاف حول مجموعة منها، مشيرًا إلى أنها “الاستراتيجية التي يعتمدها المجاهدون هناك وكذلك تنظيم الدولة”.

ووصف مدير العلاقات الإعلامية تلك الطريقة بأنها “سريعة في تحقيق الأهداف ولا تحتاج لعتاد ومدفعيات لأنها معركة مواجهة وجهًا لوجه”، لافتًا إلى أن النظام يعتمد التغطية الكثيفة بالطيران والمدفعية ثم التقدم البري.

هدف النظام والتنظيم، من وجهة نظر مجاهد، يكمن في “التمدد في البادية والمناورة للوصول إلى مناطق عسكرية، يستطيعون من خلالها تثبيت القوات كالجبال والهضاب”.

وأكد أن معارك كر وفر تجري في المنطقة لدى سؤاله عن القرى التي يسيطر عليها التنظيم، مشيرًا إلى أن “المعارك مستمرة، والتنظيم يستشرس بالقتال لأنه لم يعد خلفه مكان ينسحب إليه وليس لديه ما يخسره، في ظل أعداد القتلى الكبيرة ضمن صفوفه”.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة