ضمير السيد زينو لـ ايتالو سفيفو
منذ السطور الأولى يكشف ايتالو سفيفو، كاتب رواية “ضمير السيد زينو”، عن سبب اختياره لهذا العنوان المثير للفضول، وعن سخرية مرّة سترافق القارئ خلال صفحات العمل.
فالرواية ليست إلا تسريب لمذكرات شخصية لمريض إيطالي اسمه “زينو”، من قبل طبيبه الذي نعرفه باسم “س”، وفعل ذلك انتقامًا من مريضه الذي تركه في ذروة تحليله النفسي، وهو يوشك على كشف علمي كبير، واختفى.
وكان الطبيب النفسي قد طلب من مريضه المسن أن يكتب مذكراته لمساعدته في التخلص من حالة الشك والتردد التي يعاني منها، آملًا أن تساعده هذه الطريقة بتذكر مراحل مبكرة من طفولته وتكون شخصيته.
وهنا يغرق القارئ في دوامة من الأكاذيب والأحداث المتخيلة التي يسحبه إليها مريض نفسي، فلا تنتهي من صفحة، حتى يفاجئك في الصفحة التي تليها أنه مجرد كاذب، باعترافاته نفسه، وبشكل صادم دومًا، وكأنه يفعلها كل مرة، للمرة الأولى.
الرواية فرصة للتعرف إلى النفس البشرية بكل تشوهاتها، والتي تتقاطع مع قرائها حتمًا بشكل أو بآخر، يمكن اعتبارها تمرين على أقصى درجات الصراحة، الصراحة مع الذات.
يُعلن كاتب المذكرات كراهيته لوالده، وندمه الذي يحطمه بعد وفاته، وتمنيه السوء لكل شخص يصادفه أبرع منه في أي مجالٍ كان، لا سيما أولئك الشبان الوسيمين الذين ينالون حظوة لدى الفتيات.
يوغل بطل الرواية في كشف أشد مواطن ضعفه سريّةً، فيغرق القارئ بموجة عارمة من الشكوك، وضعف الثقة بالنفس، والتردد، حتى بأبسط العادات اليومية، كالإقلاع عن التدخين.
بعد ستة أشهر من بداية العلاج النفسي، ومراجعة “زينو” لسنوات طويلة من حياته، يشعر أن حالته تزداد سوءًا فيقرر أن يهجر طبيبه ويختفي، لتصلنا هذه الأوراق المليئة بالحيرة والتردد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :