لكل ثلاثة طلاب نسخة منهاج واحدة
الدعم المالي يهدد العملية التعليمية بريف حمص
عنب بلدي – مهند البكور
تعاني العملية التعليمية في ريف حمص الشمالي من غياب المناهج الدراسية وعدم توفر الدعم المادي وندرة المدرسين الاختصاصيين ذوي الخبرة، الذين قل عددهم على خلفية حركة الهجرة الكبيرة التي شهدتها المنطقة، قبل إطباق الحصار على الريف الشمالي المحاصر من قبل قوات الأسد.
العملية التعليمية كانت توقفت في ريف حمص الشمالي عام 2012، وشهدت نهضة تدريجية مع دخول عام 2014، إذ رعت منظمات غير حكومية مشاريع تعليمية في المنطقة.
الدعم المادي “محدود“
رغم الصعوبات والمشاكل، ماتزال العملية التعليمية قائمة شمالي حمص، بحسب مدير التربية والتعليم الحرة في حمص، نور الدين الخضر، الذي أوضح لعنب بلدي أن القطاع التعليمي يعاني من صعوبات، أبرزها غياب الكادر التعليمي المؤهل بشكل جيد وعدم وجود الوسائل التعليمية الكافية للمدرسين، إضافةً إلى محدودية البناء المدرسي الصالح لإتمام العملية التعليمية، وذلك جراء استهداف المدارس بالقذائف والقصف الجوي، إلى جانب قلة المقاعد المدرسية والخزانات وطاولات الصف، بالإضافة إلى مستلزمات الإدارة.
ويعتبر تقطع الدعم لرواتب المعلمين من أبرز المعوقات، بحسب الخضر، الذي قال إن ذلك زاد المعاناة أكثر، وأدى إلى إغلاق بعض المدارس هذا العام، باستثناء بعض المدارس المدعومة من قبل المنظمات بشكل مباشر.
ووجه نداءً خاطب من خلاله المنظمات الداعمة للتعليم لتقديم حلول من شأنها استمرار العملية التعليمية والتربوية في ريف حمص الشمالي.
ثلاثة طلاب على نسخة منهاج واحدة
في ذات السياق، تعاني المدارس من ندرة الكتب الدراسية وخاصة المرحلة الثانوية، إذ يجتمع ثلاثة أو أربعة طلاب في الثانوية على نسخة منهاج واحدة، بسبب ندرة النسخ وفي حال وجدت فأسعارها مرتفعة.
الطالب محمد الخالد من بين الطلاب الذين لم يستطيعوا الحصول على أي نسخة، وقال لعنب بلدي إن سعر النسخة يصل إلى عشرة آلاف ليرة سورية في حال توفرها.
وأكدت عدة مدارس في الريف الشمالي لعنب بلدي أن المناهج الثانوية مفقودة تمامًا.
ووجهت دعوات لـ “الهلال الأحمر السوري” من أجل إدخال مناهج لمختلف المراحل الدراسية ضمن قافلة المساعدات الإنسانية التي دخلت الحولة مسبقًا، إلا أن “الهلال” أدخل كمية لا تكفي ربع مدارس منطقة الحولة.
منظمة ترعى عامًا دراسيًا في تسع مدارس
اتجهت بعض المنظمات إلى مشاريع تعليمية بهدف سد العجز في المنطقة، ومن بينها منظمة “بركة” الإنسانية، التي تعمل على مشروع “بالعلم نسمو”، والذي يضمن عامًا دراسيًا كاملًا لتلاميذ وطلاب ريف حمص الشمالي، وبدأ في مدارس محددة مطلع تشرين الأول الماضي، تزامنًا مع انطلاق العام الدراسي 2017-2018.
ويأتي المشروع في ظل سوء الوضع التعليمي شمالي حمص، رغم استمرار عمل المدارس التابعة للنظام السوري، وأخرى تتبع لمديرية التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة.
وفي حديث سابق مع مدير المشروع في “بركة”، محمد أوزون، قال إن المشروع مقسم على مناطق الرستن وتلبيسة وما حولها، إضافة إلى الحولة (مدينة تلدو وما حولها).
وبدأ المشروع على ثلاث مراحل، انتهت الأولى وشملت دورات تدريبية للمدرسين العاملين فيه، لتبدأ الثانية خلال أيلول متضمنة دورات تقوية لكافة الطلاب في الريف الشمالي، تستمر على مدار شهرين، وتنتهي قبل بدء العام الدراسي ضمن المرحلة الثالثة.
ووفق أوزون، فإن العمل يشمل ثلاث مدارس في كل منطقة، أي تسع مدارس ضمن كامل المشروع، ويوضح مديره أنه “يضم 150 مدرسًا ويستفيد منه قرابة 2600 تلميذ وطالب”.
المناهج الدراسية ضمن “بالعلم نسمو”، هي نفسها المعتمدة من مديرية التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة، وتضم المدارس التسع طلاب المرحلة الثانوية، عدا واحدة منها (مدرسة المستقبل)، فتشمل المراحل التعليمية من الصف الأول وحتى الثانوية العامة (بكالوريا).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :