عنب بلدي – تميم عبيد
يحتاج المصور السينمائي إلى الكثير من المعرفة والإتقان لإخراج الصورة بأفضل شكل، فوظيفة المصور السينمائي أو مدير التصوير هي بشكل عام تحويل قصة مكتوبة في السيناريو إلى مشاهد حية على الشاشة، وهو المسؤول عن الكاميرات والعدسات المستخدمة في التصوير، وإضاءة المشهد، وحركة الكاميرا أثناء التصوير.
التصوير السينمائي ليس عملًا منفردًا قائمًا بذاته، ولكنه جزء من صناعة متكاملة يتعاون فيها المصور مع المخرج والممثلين ومهندس الديكور وغيرهم من المهن المكونة لصناعة السينما، وحتى تكون مصورًا سينمائيًا ناجحًا يجب أن تملك الشغف بالسينما والصورة أولًا، فإذا تملكك عشقها فما عليك فعله لاحقًا هو أن تدرس التصوير السينمائي ثم تبدأ في التمرن على التصوير وبعدها بتكوين شبكة علاقاتك الخاصة التي يمكنك من خلالها عرض أعمالك التي ستصنع اسمك وتجعلك معروفًا في وسط السينمائيين.
التحق بدورة للتصوير السينمائي
قبل الالتحاق بدورة تدريبية في التصوير السينمائي، تأكد من أنك تملك الشغف الكافي للسينما والصورة، فهذا المجال لا يمكن احترافه بدورة أو بكتاب تقرأه، فهو عالم واسع له اتجاهات فكرية متعددة، عليك أن تنهل منه وتتعلم بشكل مستمر.
أما لفرص التعلم، فهناك معاهد للسينما في الجامعات المختلفة، كما أن هناك مراكز ثقافية ومنظمات غير حكومية تنظم دورات تدريبية لصناع السينما المبتدئين، بالإضافة إلى المصورين الذين يقومون بفتح مدارس خاصة بهم لتعليم التصوير السينمائي للهواة والموهوبين.
سوف تتعلم أنواع الكاميرات المختلفة وطريقة استخدامها وكيف تحدد نوع العدسة التي يتطلبها المشهد، والتقنيات المختلفة للتصوير، ومصطلحات حركة الكاميرا، ومسمى كل لقطة، والأدوات اللازمة لتكون مصورًا سينمائيًا ناجحًا.
تمرّن على التصوير
بالإضافة إلى التدريب العملي الذي تقوم به داخل صف تعليم التصوير السينمائي، يجب أن تقوم بتوسيع نشاطك وتتمرن على التصوير بمفردك، طبق ما تعلمته من تقنيات وأساليب. ستعرف ما هي الأساليب التي تتماشى مع وجهة نظرك وأفكارك وما لا يناسبك، يجب أن تدرك أن المصور السينمائي هو راوي حكايات، يقوم بإخبار قصته عن طريق الكاميرا، وحتى تستطيع أن تُخبر قصتك كما تتخيلها يجب أن تتعلم أن تحكيها بأسلوبك الخاص.
شاهد أفلامًا كثيرة
تعلّم أن تشاهد الفيلم وكأنك تنظر إلى المشهد من خلال عدسة وليس بعين متفرج، يجب على المصور السينمائي أن يشاهد أفلامًا كثيرة ومتنوعة وليس النوع الذي يفضله فقط.
قم بتدوين الملاحظات عن حركة الكاميرا، متى ولماذا تتحرك، طريقة الإضاءة التي تنقل لك الجو العام في كل مشهد، تأثير هذه الإضاءة على وجه وحركة الممثل، وسبب قرب وبعد العدسة من الممثل، ما الذي يجعل مشهدًا ما مميزًا عن بقية المشاهد الأخرى. مشاهدة الأفلام بعين ناقد سوف تساعدك على تطوير رؤيتك لها وطريقة تفكيرك بها.
المصور السينمائي هو راوي حكايات، يقوم بإخبار قصته عن طريق الكاميرا، وحتى تستطيع أن تخبر قصتك كما تتخيلها يجب أن تتعلم أن تحكيها بأسلوبك الخاص. |
استمر في التعلم طوال الوقت
اطلع بشكل مستمر على كل ما هو جديد في عالم التصوير والكاميرات، فصناعة السينما مجال متطور باستمرار، وهناك جوانب كثيرة لصناعة الفيلم يجب أن تكون على معرفة بها وبتطوراتها، تابع المجلات والمواقع المختصة واقرأ كل ما يقع بين يديك من كتب ومقالات وموضوعات تخص صناعة السينما بشكل عام والتصوير السينمائي بشكل خاص، اطلع باستمرار على أحدث الكاميرات ومميزاتها، فالمصور السينمائي لا تكمن قيمته فيما يقدمه من أعمال فقط ولكن في معرفته الجيدة بمهنته، وستشعر بأهمية هذه المعرفة حينما يلجأ الناس إليك ليسألوك عن كاميرا ما أو عن أسلوب أحد المخرجين في تصوير مشهد معين، أو الأسلوب الصحيح لإضاءة ذلك المشهد.
دوّن ملاحظاتك وصوّر لقطات عن الأماكن المحيطة بك
تخيل كل مكان تمر فيه أنه موقع تصوير، قم بتدوين ملاحظاتك عن الأماكن التي تمر بها خلال اليوم، شعورك تجاه شوارع المدينة المزدحمة أو المناظر الطبيعية القريبة منك، التقط بعض الصور للمنطقة التي تدرسها وحاول أن تفكر ما المشاعر التي تستحضرها حينما تنظر إلى هذه الصور، أي نوع من المشاهد يمكن أن يصور في منطقة مثل هذه. هذه الأسئلة سوف تجعلك تفكر في الإجابات وتتخيلها.
اصنع أفلامًا قصيرة
أفضل طريقة لتعلم ذلك هي أن تحاول وتخطئ، لذلك اخرج بأفكار لأفلام قصيرة واطلب من أصدقائك المساعدة، ومن الأفضل أن يكونوا زملاءك في صف التصوير السينمائي، وابدأ بتصوير هذه الأفلام، أنت بحاجة لأن تتعلم كيف تحكي قصتك بالكاميرا.
صناعة السينما مجال تلحقه التطورات السريعة كل يوم، وعلى المصور السينمائي أن يكون مواكبًا لكل جديد يطرق عالم السينما وأن يستمر في التعلم والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال السينما، بالإضافة إلى ممارسة التصوير طوال الوقت واكتساب المزيد والمزيد من الخبرات التي سوف تجعل منك مصورًا مبدعًا.