فوبيا الإرهاب تجذب الإعلام
تجبر انتهاكات وفظاعات تنظيم ”داعش” بحق المدنيين والمقاتلين وسائل الإعلام المحلية والعالمية على تغطيتها وتوثيقها، محتلة القسم الأكبر من المادة الإعلامية السورية.
وتأتي ممارسات التنظيم لتكرس ”فوبيا” الغرب من الإرهاب، في الوقت الذي يحاول فيه تغيير أساليب الحياة في البيئة التي يسيطر عليها اجتماعيًا واقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا إلى أساليب دخيلة، استنادًا إلى ”أحكام الشريعة الإسلامية”، كما يقول مقاتلوه، ولو أن جلّهم لا يعلمون المقاصد الأساسية للدين الإسلامي وأولها حفظ النفس.
لكن محاولات التغيير هذه لم تدرس ثقافة البيئة الحاضنة بهدف الانخراط بها، بل فرضت أساليبها بالإجبار والتهديد و”الذبح”، ما جعل مساحة تأثيرها إعلاميًا كبيرة، مقارنةً بالتيارات الأخرى التي تحاول فرض نفسها على الساحة السورية.
ولا بد هنا من التنويه إلى أن الجهود الرامية إلى توثيق وفهم العقلية التي تحث مقاتلي ”الدولة” على الاستمرار، لا تبرر أبدًا الانتهاكات التي يواصل الأسد ارتكابها بحق المدنيين، ولا تغض الطرف عنه.
بل إن الأسد يحاول استغلال الفرصة ورفع رصيده في الإجرام، مواصلًا دك المدن المنتفضة ضده بالبراميل المتفجرة والصواريخ المركزة، إضافة إلى عشرات القتلى تحت التعذيب تسلم جثثهم يوميًا. وكما العادة يغطي ممارساته بذريعة محاربة الإرهاب التي يتبناها، وللمرة الأولى سيصدق العالم -ربما- رواية الأسد أو يتغاضى عن ممارساته، لأن ادّعاءاته مؤيدة بمئات التسجيلات والصور والتقارير التي تنشرها حسابات ”الولايات” كما تطلق عليها ”الدولة”.
الغريب في الأمر أن التنظيم لا يجد في هذه الضجة حول ممارساته انتقاصًا، بل يعتبرها نجاحًا في إيصال رسالته إلى العالم؛ ”بالذبح جيناكم”. وقد نجحت ”الدولة” بالفعل في إيصال رسالتها، المفضية إلى تشويه صورة الثورة السورية أمام المجتمع الدولي، وتقديم الذرائع لإخمادها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :