عنب بلدي ــ العدد 130 ـ الأحد 17/8/2014
أرجأ نظام الأسد مفاوضات داريا إلى وقت غير محدد، عبر وسيطه مفتي ريف دمشق يوم السبت 16 آب، بينما عبر عينة من أهالي المدينة عن ثقتهم في لجنة التفاوض وأكدوا تأييدهم لشروطها، عبر استطلاع أجرته عنب بلدي، في حين عزا آخرون القبول بالهدنة إلى خذلان المدينة من قبل فصائل المعارضة وتحكم تجار الحرب بالمعركة.
وبعد استعداد وفد التفاوض للخروج ظهر السبت، وانتظاره وصول الوسيط الشيخ عدنان الأفيوني لمرافقة الوفد ”اتصل الشيخ برئيس الهيئة الرئاسية في داريا، وأبلغه أن العميد غسان بلال أبلغه (الشيخ) أنه استُدعي إلى القصر الجمهوري بخصوص موضوع التفاوض” بحسب بيان للجنة، طالبًا من الأفيوني تأجيل مجيئه إلى داريا.
بدوره أفاد أبو نضال، عضو لجنة المفاوضات الممثل للمدنيين، لجريدة عنب بلدي أن اللجنة اجتمعت مع عددٍ من العسكريين والمدنيين وشرحت سبب إلغاء المواعيد من قبل الأسد، معتبرًا أن الهدف ”هو إثارة البلبلة بين أبناء البلدة”، إلا أنه أبدى اطمئنانه لهذا الجانب ”بفضل وعي الأهالي تجاوزنا هذه الأمور”.
وكشف أبو نضال أن اللجنة تلقت عبر الوسيط استعداد الأسد ”لمناقشة الانسحاب من المناطق السكنية”، وهو السبب الذي دفع بها للقبول بالخروج.
وأجاب أبو نضال عما إذا كان سقوط المليحة سيؤثر بمسار المفاوضات ”لا تأثير بإذن الله، فنحن لنا مطالب خاصة بالوضع في داريا وهي مطالب محقة”، مشيرًا إلى أن الخيار في حال فشلت المفاوضات هو الاستمرار في مواجهة قوات الأسد.
وفي استطلاع إلكتروني أجرته عنب بلدي حول رؤية أهالي المدينة لمسار المفاوضات في داريا (شارك فيه قرابة 100 شخص)، وضع 80 بالمئة منهم ثقتهم بلجنة التفاوض، واعتبر غالبيتهم أن شروط المعارضة المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين وانسحاب قوات الأسد إلى أطراف المدينة، تضمن حقوقهم.
الأمر الذي أكده أبو المجد، عضو اللجنة المفاوضة، إذ ”يوجد إجماع من الأهالي على وثيقة الشرف وعلى اللجنة، ولكن لا يخلو الأمر من بعض الشواذ”.
واعتبرت نسبة 19 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، أن الأسباب التي قد تدفعهم للقبول بالهدنة، هي خذلان المدينة من قبل فصائل المعارضة وفقدان الأمل وانسداد الأفق أمام الحل، بينما عزا 14 بالمئة منهم السبب إلى تحكم تجار الحرب بالمعركة.
ورأى 75 بالمئة أن الأسد الذي لم يقدم بوادر حسن نية، لن يلتزم ببنود الاتفاق، وأكد أغلبهم أنه لا ضمانات لسلامتهم في حال العودة إلى داريا.
وكان نظام الأسد أجل الاجتماع بطريقة مماثلة قبل أسبوعين دون تحديد الأسباب، مواصلًا حملته العسكرية على المدينة منذ عامين تقريبًا. وتعتبر داريا بوابة الغوطة الغربية إلى دمشق، وهي الجبهة الأكثر خطرًا على مقرات نظام الأسد فيها، خصوصًا بعد سقوط المليحة الخميس الماضي.