عنب بلدي ــ العدد 130 ـ الأحد 17/8/2014
دارت الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وقوات الأسد في داريا، تمكن خلالها الجيش الحر من تفجير نفق لقوات الأسد على الجبهة الشمالية، بينما تمكن مقاتلو لواء شهداء الإسلام من تدمير دبابتين، في داريا والغوطة الغربية.
وبحسب مراسل عنب بلدي فقد تمكن مقاتلو الجيش الحر يوم السبت 16 آب، من تفجير نفق لقوات الأسد على الجبهة الشمالية المحاذية لشارع الثانوية الشرعية. واكتشف المقاتلون النفق أثناء تصديهم لعملية عسكرية كانت قوات الأسد تحاول من خلالها اقتحام الجبهة صباح السبت، وبحسب إفادة بعض مقاتلي الجيش الحر فإن طول النفق يبلغ 75 مترًا، ويصل بين نقاط تمركز قوات الأسد والخطوط الخلفية للجبهة.
وأثارت عملية تفجير النفق غضب مؤيدي الأسد في صفحات التواصل الاجتماعي، إذ قام بعضهم بالتوسل إلى النظام بـ ”إيقاف المفاوضات للتوصل إلى هدنة في المدينة، وضرب الإرهابيين بصواريخ سكود وتحريرها منهم”.
وبحسب “صفحة شبكة أخبار المعضمية وما حولها” الموالية وغيرها من الصفحات، فإن حصيلة التفجير وصلت إلى 7 قتلى وإصابة 25 آخرين معظمهم بحالة حرجة.
كما اتهمت مصادر إعلامية موالية، الثوار باستخدام الغازات السامة في تفجير النفق، بسبب حالات الاختناق في صفوف مقاتلي الأسد، بينما نفى ناشطون في المدينة ذلك.
في سياق متصل فجرت كتيبة الهندسة التابعة للواء شهداء الإسلام يوم الخميس، موقعًا كانت تتحصن فيه قوات الأسد على الجبهة الشمالية بواسطة مدفع جهنم (محلي الصنع).
كما شهدت الجبهة الجنوبية تدمير دبابة t52 من قبل مقاتلي كتيبة أسود التوحيد، بعد محاولتها اختراق صفوف مقاتلي الجيش الحر، وبدورها دمرت كتيبة أحرار داريا التابعة للواء شهداء الإسلام دبابة t72 بصاروخ تاو داخل الفوج 137 في الغوطة الغربية يوم الخميس.
في المقابل، قصفت قوات الأسد الأسبوع الماضي بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة، مستهدفة وسط المدينة والأبنية السكنية المحيطة بأماكن الاشتباك، ما أدى إلى انفجارات كبيرة هزت المدينة. في حين افتعلت تفجيرًا في محيط مقام سكينة يوم الأربعاء، إضافة إلى حريق ضخم في بساتين داريا الشرقية الواقعة تحت سيطرتها.
إلى ذلك سقط يوم الثلاثاء الماضي، الشهيد جهاد أبو ماجد والشهيد راتب أبو زاهر أثناء تصديهم لتسلل قوات الأسد من أحد الأنفاق في الجبهة الشمالية.
وتتعرض مدينة داريا في الأسبوع الأخير لحملة عسكرية شرسة وقصف عنيف، في محاولة اقتحامها والضغط على مقاتليها للقبول بشروط هدنة كما يريدها النظام.
ويعيش المدنيون في داريا وضعًا إنسانيًا صعبًا نتيجة الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من 600 يوم، إلا أن الحالة الإنسانية شهدت انفراجًا في الأيام الأخيرة بعد فتح المعبر لجارتها المعضمية.
كما يعاني النازحون في مناطق اللجوء المجاورة للمدينة من التضييق الأمني، ومداهمة أماكن إقامتهم بين حين وآخر، وتعرضهم للإهانة والتنكيل على حواجز الأسد.