عنب بلدي – وكالات
تقدم مقاتلو ”دولة العراق والشام” خلال الأسبوع الماضي نحو مدينة مارع معقل الجبهة الإسلامية شمال حلب، مسيطرين على عدد من القرى والبلدات على حساب قوات المعارضة، في حين تستمر المواجهات على محور المدينة الصناعية ضد نظام الأسد.
وبعد سيطرته على بلدة أخترين الاستراتيجية يوم الأربعاء 13 آب، حقق التنظيم تقدمًا ملحوظًا في ريف حلب الشمالي، وتمكّن من السيطرة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة على 10 بلدات وقرى كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة آخرها قرية مالد يوم السبت، محاولاً التقدم نحو بلدة مارع ومدينة أعزاز الحدودية مع تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت، إن مصير العشرات من مقاتلي المعارضة الذين أسرهم التنظيم بعد الهجوم لا يزال مجهولًا، مشيرًا إلى أنه ”تم قطع رؤوس 17 مقاتلًا على يد الدولة الإسلامية، بينهم ثمانية في بلدة أخترين”.
من جهتها، قالت الجبهة الإسلامية، أبرز التشكيلات التي تقاتل التنظيم في المنطقة، إن الاشتباكات مستمرة قرب قريتي دابق وأرشاف وصولًا إلى بلدة الراعي.
وطالبت الجبهة ”الفصائل المقاتلة في حلب بالترفع عن كافة الخلافات وتشكيل غرفة عمليات موحدة تضم الجميع لمواجهة جيش النظام وتنظيم الدولة الإسلامية”، معتبرةً أن ”مواجهة تنظيم الدولة لا يقل أهمية عن قتال نظام الأسد، لأن الطرفين يسعيان لوأد الثورة السورية”.
ورغم أن بلدة ”دابق” لا تعتبر ذات أهمية عسكرية في المنطقة، إلا أن تنظيم الدولة يحاول الوصول إليها، لمكانتها الدينية التي يشحذ بها عزيمة مقاتليه، على اعتبارها ”منطلقًا للجيوش الإسلامية للسيطرة على العالم وقتال الروم”.
ونقلت وكالة ”فرانس برس” عن أبي عمر الناطق باسم ”المجلس الثوري لبلدة مارع”، أن ”الضغط العسكري يتركز الآن على مارع، وإن المعارك تدور على بعد نحو 10 كيلومترات إلى الشرق منها”.
وأضاف أن مقاتلي المعارضة ”أرسلوا تعزيزات كبيرة وأسلحة إلى محيط مارع وداخلها”، مضيفًا أن ”المقاتلين يعتبرون هذه المعركة أهم معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأنه لا مجال لخسارتها”.
بدوره، قال الائتلاف المعارض إنه ”يقرع ناقوس الخطر مع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي”، مؤكدًا أن ”خطر هذا التنظيم في العراق وسوريا كلٌّ لا يتجزأ، وإذا كان المجتمع الدولي جادًا في محاربته فيجب ألا يقتصر ذلك على العراق”.
وتابع الائتلاف ”لا يوجد بديل عن دعم الجيش السوري الحر وتزويده بالسلاح النوعي للتصدي لخطر التنظيم وجرائمه بحق المدنيين، ومتابعة واجبه الوطني في محاربة نظام الأسد الراعي الأول للإرهاب في المنطقة”.
في سياق متصل دارت اشتباكات ليل الجمعة بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد في محيط الفئة الثانية من المدينة الصناعية بالشيخ نجار، ومن الجهة الشمالية والغربية لمحيط سجن حلب المركزي ومنطقة البريج، وسط قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباكات المستمرة منذ أشهر في المنطقة، بحسب المرصد.
وتتزامن الاشتباكات مع قصف قوات الأسد للأحياء السكنية في حلب المحررة، بالبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية، ما أسفر عن سقوط قرابة 3700 شهيد منذ بداية العام، وفق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.