المعارضة تخسر ”خاصرة” الغوطة الشرقية لصالح الأسد
عنب بلدي ــ العدد 130 ـ الأحد 17/8/2014
سيطرت قوات الأسد يوم الخميس 14 آب على بلدة المليحة الواقعة جنوب شرقي دمشق، بعد حملة عسكرية واشتباكات عنيفة، انسحب إثرها مقاتلو المعارضة إلى مشارف المدينة، بعد حصار دام أكثر من 130 يوم من قبل قوات الأسد.
وأعلنت القيادة العامة لقوات الأسد، يوم الخميس أنها حققت ”نجاحات نوعية” في بلدة المليحة الاستراتيجية، التي تسيطر عليها قوات المعارضة منذ أكثر من عام.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، عن القائد الميداني للمعارك، التي تعتبر إحدى أبرز المعارك الاستراتيجية، أن خطة الدخول إلى البلدة كانت عبر ثلاثة محاور، الأول من المزارع الشرقية الجنوبية باتجاه دير العصافير وزبدين، والثاني من داخل البلدة على امتداد إدارة الدفاع الجوي، أما الثالث فكان جهة شركة تاميكو لصناعة الأدوية.
وكانت قناة المنار المقربة من حزب الله اللبناني، بادرت صباح الخميس بالإعلان عن إعادة السيطرة على البلدة التي تقع على مقربة من مطار دمشق الدولي.
وفي بيانٍ صادر عن غرفة العمليات المشتركة لجبهة المليحة، اعتبر أن ”الانسحاب جاء إثر الحملة العنيفة لقوات الأسد على البلدة، بينما لا تزال المعارك دائرة على تخوم المدينة وفي محيطها”، ومؤكدًا أن ”الحرب سجال”.
وأضاف جيش الإسلام، أبرز الفصائل المقاتلة في البلدة إلى جانب جبهة النصرة والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، في بيان عبر صفحته الرسمية في الفيسبوك أن ما حصل هو ”إخلاء لبعض المواقع الضعيفة في البلدة خوفًا من محاصرتها من قبل النظام”، مشيرًا إلى ”فك الحصار عن 400 مقاتل كانوا محاصرين داخل المدينة”.
وبحسب إحصائية للمجلس المحلي في المليحة، خضعت المدينة إلى حملة عسكرية من قبل قوات الأسد والميليشيات اللبنانية والعراقية ومقاتلي الدفاع الوطني، منذ أكثر من 135 يومًا، تعرضت خلالها إلى 788 غارة للطيران الحربي، و790 استهدافًا بصواريخ أرض-أرض، و7000 قذيفة مدفعية ودبابة وهاون، و12 برميلًا متفجرًا.
وشهدت البلدة نزوحًا كبيرًا لـ 5000 عائلة باتجاه الغوطة الشرقية، بينما تجاوز عدد شهداء المعارك 225 مقاتلًا و30 مدنيًا.
وخلفت المعركة دمارًا هائلًا بنسبة قُدرت بحوالي 70 % من المنطقة، حيث لحق دمار تفاوت بين كلي وجزئي، 12 مسجدًا و3 مشافي و7 تجمعات للمدارس ورياض الأطفال.
من جانبه اعترف الائتلاف السوري المعارض في بيانٍ له بانسحاب مقاتلي الجيش الحر من المليحة، إذ حيّا في بيان له ”ثوار المليحة في الغوطة الشرقية”، معربًا عن تقديره لـ ”التضحيات التي بذلوها في الدفاع عن أهالي المنطقة طوال الشهور الماضية.
لكن البيان لم يوضح أسباب الانسحاب، كما أن كتائب المعارضة عزته إلى الضغط الكبير من قبل قوات الأسد في الأيام الأخيرة، رغم أن جيش الإسلام أعلن في وقت سابق من الأسبوع دخول تعزيزات كبيرة من مقاتليه إلى البلدة.
وتعتبر المليحة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للطرفين، كونها تبعد 5 كيلومترات عن العاصمة دمشق بالقرب من مطارها الدولي، وتمثل بوابة لقرى وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة منذ سنتين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :