حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
أطلق ناشطون علويون في محافظة طرطوس الموالية للأسد، حملة تدعو لـ ”إيقاف القتل والبدء بالمصالحة الوطنية”، موضحين حجم الخسائر الكبيرة في صفوف الأسد، تزامنًا مع اشتباكات بين ذوي القتلى ورجال الأمن نتيجة حرمانهم من جثث أبنائهم أو رفض قتالهم في جبهات ساخنة.
وتشهد الساحة العلوية خصوصًا والمؤيدة بشكل عام ارتفاعًا في حدة الأصوات الناقمة على مجريات الأحداث، وزج الشباب في المعارك ثم تخلي القيادات عنهم دون الاكتراث بالأعداد الكبيرة من القتلى.
”الكرسي الك والتابوت النا” كان الشعار الأبرز لحملة ”صرخة” التي بدأت في مدينة طرطوس، وامتدت إلى اللاذقية وجزيرة أرواد، عبر مناشير تحمل صورًا وعبارات ”الشارع بدو يعيش، عرس ابني بحياتو مو بموتو، يا شيالين التابوت بدنا نعيش بكفي موت”… وغيرها.
وأكدت المتحدثة الإعلامية باسم الحملة ”إيما سليمان” في حديث لإذاعة صوت راية أن الهدف هو ”توعية الناس بالحرب الطائفية التي يسيرها نظام الأسد”، مبينة أن ”الضامن لمواصلة نشاط صرخة هم السوريون أنفسهم، الذين مضوا في الثورة لأربعة أعوام”.
وعن الاستجابة للحملة والتفاعل معها في الشارع المؤيد للأسد، أوضح مدير صفحة ”صرخة” في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن نسبة كبيرة من المؤيدين للأسد يتفاعلون على الإنترنت، لكنهم لا يستطيعون التحرك على الأرض، حيث يعاني العلويون أيضًا من القبضة الأمنية التي يطبقها النظام عليهم.
ونشر الموقع الرسمي للحملة أرقامًا تبين خسائر النظام خلال الثلاث سنوات الماضية حيث قتل ما يزيد عن 100 ألف من المجندين واللجان الشعبية، بالإضافة الى 60 ألف ضابط بين قتيل وجريح، فيما بلغ عدد الجرحى والمشوهين والمعاقين التابعين للجيش والأمن واللجان الشعبية قرابة 130 ألف.
وأضاف الموقع أن 3050 ضابطًا يقبعون في سجون النظام بينهم 145 ضابطًا من الطائفة العلوية، كما أصدر النظام قرابة 189 ألف مذكرة بحث بحق عسكريين اعتبرهم منشقين أو متخلفين أو فارين من خدمة العلم.
وليس بعيدًا عن طرطوس يعود الخلاف من جديد إلى القرداحة مسقط رأس الأسد، وهذه المرة بين عشائر الكلازية التي ينتمي لها ”الأسد” وعشائر الحيدرية المكون الأكبر في البلدة، على خلفية ارتفاع أعداد القتلى من الأخيرة، وعدم الاهتمام بجثثهم وتشييعها.
إلى ذلك قتل أربعة أشخاص في بلدة مصياف في ريف حماة الغربي يوم الأربعاء 13 آب، في اشتباك بين قوات الأمن وأهالي القتلى إثر رفض النظام السماح للأهالي برؤية جثث أبنائهم، الأمر الذي تجدد في مدينة اللاذقية وانتهى باعتقالات شملت بعض أقرباء القتلى.
وبات لافتًا اليوم تهرب معظم شباب الساحل من الخدمة العسكرية إما بالرشاوى أو الاختفاء والهرب خارج البلاد، بينما يرفض مئات ممن تم استدعاؤهم للاحتياط الالتحاق بالجيش.
ويوضح الشاب أحمد إسماعيل، (اسم وهمي لأسباب أمنية)، وهو علوي رفض الالتحاق بالاحتياط، أن السبب هو العدد الكبير من القتلى كل يوم، فلا تكاد تخلو عائلة من قتيل، ”إضافة إلى طول مدة الخدمة وعدم وجود ضوء لانتهاء الأزمة، تزامنًا مع الوضع المادي الصعب”.
هذه الأحداث ليست الأولى في الشارع العلوي، لكن امتدادها الى مناطق جديدة والتجاوب مع حملات تدعو لإيقاف استخدام الطائفة لحماية العائلة، قد يكون لها نتائج مؤثرة في الصراع على المستوى القريب، ليخسر الأسد بذلك الخزان البشري الأكبر لحملاته العسكرية.