بإمكانيات متواضعة.. الدفاع المدني يؤهل كوادره في معرة النعمان
سامي الحموي – عنب بلدي
بغية تحسين منظومة الإجراءات الكفيلة بحماية الأهالي والممتلكات العامة والخاصة، أقيمت يوم الاثنين 11 آب دورة تدريبية للدفاع المدني في مدينة معرة النعمان مدتها ثلاثة أيام، وحضرها أكثر من30 متطوعًا بينهم 4 فتيات ضمن قسم الإسعاف.
وقدم أخصائيون ومدربون خلال الدورة دروسًا ومحاضرات حول أهمية العمل الإنساني وكيفية مساعدة المدنيين في ظل القصف اليومي من قبل قوات الأسد على مدن وقرى الريف الإدلبي، وحالة الحرب التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أعوام.
وشملت الفعاليات شرحًا نظريًا عن المعدات وكيفية استخدامها، إضافة إلى شق عملي، لجأ فيه المدربون إلى بيئة مشابهة للواقع الذي من المحتمل أن يواجه العناصر في المستقبل، بحسب مركز ”المعرة اليوم” الإعلامي.
حيث تدرب المتطوعون على إطفاء الحرائق والتعامل مع أسطوانات الغاز والوقود في الأماكن السكنية، بالإضافة لكيفية استخدام معدات الإنقاذ وإجلاء المصابين وإسعافهم وإنقاذ الناس من تحت الأنقاض”.
ويعاني الدفاع المدني في إدلب من شح في الآليات الثقيلة التي تسهم في إنقاذ الأرواح، لكن المتطوعين يسعون للحصول عليها مستقبلًا لتسهيل مهمتهم، حيث يعملون إلى الآن وفق إمكانياتهم المتاحة وبمجهود مضاعف، بحسب ناشطي ”المعرة اليوم”.
وأضاف الناشطون أنه ”لأول مرة يدخل كادر من الفتيات في الدفاع المدني، مهمته إسعاف الجرحى خاصة النساء والأطفال، بعد أن أثبتن فاعليتهن في هذا العمل، في خطوة جديدة هدفها زيادة التنظيم والعمل وفق اختصاصات محددة، إضافة لتطوير سبل التعاون بين الأفراد في المراكز والفروع التابعة لها في المناطق المحررة”.
”الرواتب ليست أمرًا مهمًا، المهم أن عملنا إنساني وأنا أحب مساعدة الناس… فليُعنّا الله للتخفيف عن المدنيين والأطفال والنساء قدر المستطاع”، هذه كانت وجهة نظر ”عادل العمر”، وهو شاب ريفي متزوج لديه أربعة أطفال، ويعمل عنصرًا للدفاع المدني في المعرة، وقد بدأ منذ شهرين بتقاضي راتب شهري قدره 175 دولار.
يتحدث العمر لعنب بلدي باندفاع، ولا يخفي محبته لعمله وشغفه به، مشيرًا إلى أن ”لدينا دورات تقوية في تركيا الشهر القادم، وبعدها ستصبح محافظة إدلب مغطاة من حيث توزع وانتشار مراكز الدفاع المدني”.
لكن العمر أكّد على نقص المعدات المتوفرة للقيام بمهامهم، ”نعمل الآن بسيارة واحدة فقط، وصافرات إنذار نستخدمها عند القصف لتحذير المدنيين، وأحيانًا نذهب بالدراجات النارية إذا كانت السيارة غير موجودة”.
وأنشأت الحكومة المؤقتة منذ عام تقريبًا مديرية خاصة للدفاع المدني تزامنًا مع تصاعد القصف الجوي لأحياء حلب المحررة، وتم دعمها من خلال منظمات مدنية وإنسانية مختلفة، كما أنها تعتبر مستقلة في تنظيمها وقرارها، فيما أولت دول غربية أهمية قصوى للدفاع المدني، وأدرجت المادة 67 من اتفاقية جنيف لحماية عناصره في وقت الحرب.
وكان أول ظهور لعناصر الدفاع المدني حينها، وبمعدات بسيطة لا ترقى لحجم الدمار وأعداد الضحايا المخيفة يوميًا، لتنتشر بعدها مراكز مدنية في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب، في ظل اختفاء شبه كامل في باقي المحافظات.
بينما تمر محافظة إدلب بمراحل تنظيمية غير متوازنة بسبب الدعم ”غير المستقر” لمثل هذه الأعمال الإنسانية، بحسب ناشطي المحافظة، الذين أكدوا أن محافظتهم قطعت شوطًا كبيرًا من خلال إيجاد مراكز للدفاع، كمركز معرة النعمان حيث يتبعه فرعان في مدينة كفرنبل وبلدة تلمنس، إضافة إلى مركز خان شيخون ويتبعه فرعان في بلدتي الهبيط والتمانعة جنوبي إدلب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :