”أنا مواطن سوري، مسلم عربي أتمنى العيش بكرامة وحرية، وأتمنى الخير لوطني وكل الدول الإسلامية، أكره الظلم والقتل والجور؛ أحب فلسطين وخاصة القدس، فهي قضية العرب والمسلمين الأولى، وأتمنى أن تتحرر من الصهاينة”، بهذه الكلمات عرف الشهيد إياد شرارة عن نفسه في إحدى تدويناته على الإنترنت.
حاولت أم إياد زيارته في أحد الأفرع الأمنية، لكن المجند قدم لها ”شهادة وفاته”، موجهًا سؤاله للأم ”هل توقعت أن نعيده إليك حيًا؟”.
وكان إياد من أوائل الناشطين المطالبين بالحرية والعدالة بداية الثورة السورية في آذار 2011، إذ شارك في التظاهرات السلمية التي خرج بها أبناء المدينة، دون أن تمنعه دراسته واقتراب موعد تخرجه من ذلك، كما عمل على دعوة العديد من أصدقائه للمشاركة في التظاهرات والانخراط في العمل الثوري، لإيمانه بالثورة وأهدافها.
صاحب الـ 26 ربيعًا، درس في كلية الهندسة المدينة وكان من المتفوقين فيها، إذ تأهل لدراسة الماجستير في قسم “الجيوتكنيك”، وطالما عبرّ في مدونته عن عشق الهندسة وحلمه بالوصول إلى أعلى الشهادات فيها، وقد حصل على أوسمة تقديرية لنشاطه في مجال البرمجة، على غرار وسام الشرف في منتدى “فيجوال بيسك” العرب.
يشهد أصدقاء إياد بحسن معاملته وحبه للآخرين، والتزامه الخلقي والديني، إذ يقول أبو أحمد، صديقه على مقاعد الدراسة، أنه شاب ”ملتزم وصاحب أخلاق حسنة، يتقن دراسته ويساعد أصدقاءه ما أمكنه ذلك، كما لا يتوانى عن حضور مجالس العلم متى أتيحت له الفرصة”.
إياد تربى على يد والدته بعد وفاة أبيه وهو ابن 12 سنة، ثم تدرج في المراحل العمرية لمسجد المصطفى ليصبح مدرّسًا فيه، كما عمل بعد تخرجه من الجامعة في بلدية داريا، إضافة لتدريس مادة الرياضيات في مدرسة الدباس.
وقد اعتقل بداية الثورة لفترة قصيرة إثر تعليقه على أحد المنشورات في موقع الفيس بوك، ثم عاد ليكمل نشاطه الثوري والعمل في المكتب الإغاثي في المجلس المحلي المعني بتسيير أمور العائلات المتضررة، ثم خرج من المدينة مع عائلته إثر الحملة العسكرية نهاية العام 2012، إلا أنه اعتقل مرة أخرى منذ شهرين في بلدة الجديدة في ريف دمشق.
“أبو عمر” كما يحب أن يطلق على نفسه هو الشهيد الثاني في العائلة، بعد استشهاد أخيه الإعلامي زيد أبو عبيدة بداية الحملة العسكرية على داريا بقذيفة دبابة.