نموذج “مارشال” لإعادة الإعمار.. من الحرب العالمية الثانية إلى سوريا
أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية مشروعًا لإعادة إعمار الدول الأوروبية التي تعرضت لدمار كبير، يقوم على تقديم هبات عينية وقروض طويلة الأمد.
وترتبط تسمية المشروع بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جورج مارشال، كونه هو الذي أطلق المبادرة خلال خطبة شهيرة ألقاها في حزيران 1947 أمام طلاب جامعة “هارفرد”، وأكد خلالها على أهمية دعم الاقتصاد الأوروبي لتعزيز الاستقرار السياسي والسلام في العالم.
ومع تزايد الحديث حول مشاريع إعادة إعمار سوريا، أخذ الحديث يعود عن استخدام “مشروع مارشال” كنموذج لإعادة الإعمار في سوريا، كما تدور التوقعات حول ريادة إيرانية في “مارشال سوريا”، بناء على الاستثمارات الإيرانية المعلن عنها حتى الآن في سوريا، إلى جانب القروض التي قدمتها لحكومة النظام خلال الأعوام الماضية.
بناء أوروبا بـ 13 مليار دولار
دعت فكرة مارشال الدول الأوروبية إلى تقديم خطة عمل مشتركة لتوظيف مساعدات أمريكية في تحسين اقتصادات الدول المتضررة.
وبالفعل عقدت 16 دولة اجتماعًا في باريس صيف عام 1947 واتفقت على الشروع في وضع برنامج اقتصادي قادر على إعادة بناء اقتصاداتها وقدراتها الإنتاجية التي تعرضت للدمار.
تقدمت الدول الأوروبية المشاركة في الاجتماع بخطة إلى الولايات المتحدة صادق عليها الكونغرس وأقرها الرئيس، هاري ترومان، وأسندت إلى مؤسستين، الأولى أمريكية والثانية أوروبية، مهمة توزيع المعونات ومنح القروض.
خلال أربع سنوات من تطبيق المشروع، أي بين عام 1948 و1952 منحت أمريكا الدول الأوروبية 13 مليار ودولار أمريكي، أغلبها على شكل هبات وجزء منها قروض طويلة الأمد، وبالفعل استطاعت الدول الأوروبية الحصول على استقلاليتها المادية بعد تلك الفترة، وأسست لانتعاش اقتصادي.
المشروع الذي أطلقته الولايات المتحدة خوفًا من المد الشيوعي نحو أوروبا الوسطى، أسس فيما بعد لتحالفات قوية بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة مهدت بدورها لتشكيل التكتل الاقتصادي الأوروبي وحلف شمال الأطلسي العسكري.
250 مليون دولار تكلفة إعمار سوريا
في الوقت الذي تتسابق فيه الدول لكسب مشاريع إعادة إعمار سوريا، لم يتم وضع تصور دقيق عن التكلفة الإجمالية لعمليات إعادة الإعمار.
وكانت إيران ورسيا بدأتا بمشاريع استثمارية في سوريا ضمن إطار “إعادة الإعمار”، في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير الاقتصادية أن حلفاء النظام سيحظون بالحصة الأكبر.
ووفق آخر التقديرات الأممية، فإن تكلفة إعادة الإعمار في سوريا ستصل إلى 250 مليار دولار أمريكي “على أقل تقدير”، أما الأرقام الصادرة عن النظام السوري فتشير إلى أن إجمالي تكلفة إعادة الإعمار لن تتجاوز 200 مليار دولار أمريكي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :