اكتئاب الأطفال.. أعراضه وعلاجه
عنب بلدي ــ العدد 130 ـ الأحد 17/8/2014
الاكتئاب هو مرض نفسي يتميز بمشاعر عميقة من الحزن والتهيج واليأس وأحيانًا أفكار انتحارية، وقد يتساءل البعض هل من الممكن أن يصاب الطفل بالاكتئاب؟ نعم، للأسف هذه حقيقة.
هناك مجموعة من الأعراض الأساسية التي قد يمر بها الطفل حتى نشخص تعرضه للاكتئاب، ومن هذه الأعراض: التهيج أو الغضب، مشاعر مستمرة من الحزن واليأس، الانسحاب من الأصدقاء والأسرة، زيادة الحساسية للرفض أو الانتقاد، تغيرات في الشهية، التغيرات في النوم (الأرق أو النوم الكثير)، صعوبة في التركيز، التعب وانخفاض الطاقة، الشكاوى الجسدية (مثل آلام المعدة والصداع) التي لا تستجيب للعلاج، انخفاض القدرة على العمل خلال الأنشطة في المنزل أو مع الأصدقاء، الإحساس بمشاعر التفاهة أو الذنب، والتفكير أو الحديث عن الموت والانتحار.
عندما تتوفر خمسة أعراض منها، وخاصة أهم الأعراض الرئيسية (الحزن، والشعور باليأس، والتغيرات في المزاج)، ثم تستمر لمدة أسبوعين، عند ذلك يمكن أن نقول بأن الطفل يعاني من اكتئاب؛ وعلى الأهل أن يقوموا باستشارة الطبيب فورًا ليتأكدوا من أن ما يعانيه ليس له أسباب عضوية، فقد يحتاج إلى علاج نفسي أو دوائي، أو الاثنين معًا؛ ولنعلم أن الاكتئاب ليس مجرد مزاج عابر (passing mood) ولن يزول بدون علاج.
لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار، أنه لو تأثر الطفل بوفاة أحدٍ ممن يحبهم، كأحد الوالدين مثلًا، فإننا لا نستطيع أن نجزم بتعرضه للاكتئاب خلال شهرين من الحادثة، إذ يعتبر ذلك طبيعيًا، أما لو زادت عن ذلك فهنا يصبح الأمر مرضيًا.
وفي بعض الأحيان يمكن أن نشخص الاكتئاب عند الطفل خلال الشهرين، بشرط تأثير ذلك الحادث على حياته اليومية أو عند إحساسه بالذنب أو التفكير في الانتحار أو إذا اشتكى من أعراض ذهنية أو بطء نشاطه النفسي الحركي بشكل ملحوظ جدًا.
ولا يبدو على كل الأطفال أعراض الاكتئاب ذاتها، ففي الحقيقة هناك بعض الأطفال الذين قد يستمرون في القيام بمتابعة أداء وظائفهم بدرجة معقولة في البيئات المنظمة، إلا أن معظم الأطفال الذين يعانون من اكتئاب بدرجة شديدة فإنهم يعانون من تغير ملحوظ في الأنشطة الاجتماعية وفقدان الاهتمام في المدرسة وضعف الأداء الأكاديمي، وتغير في المظهر الخارجي، أو حتى تجريب المخدارت والكحول.
أيضًا، قد يصاب الطفل بالاكتئاب بسبب مرض جسدي كمرض السكري أو الصرع، أو بسبب حوادث حياتية مثل وفاة الوالدين والطلاق، أو بسبب عوامل وراثية كأن يكون أحد الأبوين يعاني منه، أو بسبب استخدام الكحول والمخدرات.
من السهل جدًا على الوالدين أن ينكروا معاناة طفلهم من الاكتئاب بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي؛ لكن من المفيد أن يفهم الوالدان أن الاكتئاب مرض حيوي، والمعالجة لهذا المرض قد تسمح للطفل أن ينمو كشخص بالغ صحيًا ونفسيًا وعاطفيًا، أما عدم معالجته سوف تترك آثارًا سلبية على حياة الطفل وينشأ مريضًا مضطربًا غير سوي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :