دهاليز من الأسرار في “طائفة الأنانيين” لـ إيريك إيمانويل شميت
“هل يمكن أن يكون كل هذا الوجود مجرد حلم؟”، انطلاقًا من هذا السؤال يؤسس الروائي الفرنسي إيريك إيمانويل شميت لروايته المثيرة “طائفة الأنانيين”.
يعثر باحث شاب بالمصادفة على طرف خيط يقوده للتعمق أكثر في حياة شخص عاش في القرن 18 في باريس، ويرتبط باسمه معنى الأنانية بشكل أو بآخر.
من خلال هذا الباحث نتعرف على شخصية متناهية الجنون، لشاب وسيم وثري يدعى غاسبار، يعتقد أن العالم بكل ما فيه ليس إلا صورة في خياله، وأنه أساس هذا الكون الرحب كله.
ينطلق غاسبار بين الصالونات الأدبية والثقافية المنتشرة بكثرة في باريس تلك الفترة، ليعلن للحضور أنه أساس الكون، وأنهم مجرد خيالات في دماغه، لم يوجدوا هنا إلا لرغبة دفينة داخله بوجودهم.
يسخر الناس من كلام غاسبار بشكل محطم، ولولا ثراؤه لنبذه المجتمع فورًا، لكن نقوده وطريقة تفكيره أتاحت المجال أمام العديد من الأشخاص لاستغلاله.
وهكذا بات البعض يوجه له إهانات لاذعة مبررًا فعلته بأنه مجرد وهم وخيال في عقل غاسبار، وأن الأخير إذا كان لا بد من أن يأخذ موقفًا، فعليه أن يأخذه من نفسه التي أوحت له بمثل هذه الإهانات.
وإذا أراد شخص ما أن يسرق من غاسبار أمواله، اكتفى بأن يطلبها منه، موضحًا أنه تجسيد لرغبة دفينة في لاوعي غاسبار، تريد من تلقاء نفسها، ولحاجة ما، أن تمنحه الكثير من النقود.
لم يكن بيد غاسبار أن يعترض على أي من هذه الأقاويل برغم كل الألم الذي تعرض له، لأن الاعتراض سيعني بكل تأكيد أنه ليس محور الكون وأساسه كما أشاع بين الناس.
لا تتوقف مفاجآت الرواية عند هذا الحد، فجزء كبير من حياة غاسبار ملتبس ومفقود، يكمله الباحث الذي نبدأ معه الرواية، ليتضح أن هذا الآخر لديه الكثير من الأسرار التي لن يكشفها كلها حتى آخر صفحة من الكتاب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :