كيف تعرفين أنك مصابة بسرطان الثدي

  • 2017/11/26
  • 1:04 م
سرطان الثدي

د. أكرم خولاني

رغم أن سرطان الثدي شائع الحدوث بين النساء، إلا أنه لا يعد السبب الرئيسي لوفاة النساء بالسرطان، فتطور وسائل التشخيص المبكر والعلاج أدى إلى تحسن نسب الشفاء، وحوالي 98% من الحالات أصبحت تكتشف في مراحل المرض الأولى ويتم علاجها وشفاؤها تمامًا.

كيف يتم الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟

أولًا الفحص الذاتي للثدي:

يجب على كل شابة أن تطلب من طبيبها أن يعلمها كيفية إجرائه، ويجب إجراؤه بشكل دائم ومنتظم بدءًا من سن 20 عامًا.
إن اكتساب المرأة خبرة الفحص الذاتي للثدي وتعرفها على أنسجة وبنية ثدييها على أساس دائم ومنتظم يجعلها قادرة على كشف أي تغير في الإحساس أو في شكل أو في نسيج الثدي، وإعلام الطبيب بأسرع وقت ممكن.

ثانيًا فحص الثدي في العيادة:

إذا كانت هناك قصة عائلية للإصابة، أو إذا كانت المريضة تنتمي لإحدى مجموعات الخطر الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي (ذكرناها في العدد السابق)، فينصح بأن تخضع لفحص الثدي في العيادة مرة واحدة كل ثلاث سنوات حتى بلوغها سن الـ 40 عامًا، ثم بمعدل مرة واحدة كل سنة فيما بعد، ويقوم الطبيب بتفقد نسيج الثدي للبحث عن كتل أو تغيرات أخرى، كذلك تفقد الغدد اللمفاوية الموجودة في منطقة الإبط.

ثالثًا تصوير الثدي الشعاعي (Mammography):

يعتبر تصوير أنسجة الثدي بالأشعة السينية X – Ray بجهاز الماموغرام الفحص الأكثر موثوقية للكشف المبكر عن كتل سرطانية في الثدي، حتى قبل أن يشعر الطبيب بها بواسطة اللمس اليدوي للثدي، ولهذا ينصح بإجراء هذا الفحص لكل النساء فوق سن الـ 40 عامًا بشكل متكرر.

لكن حتى الماموغرام ليس مثاليًا أيضًا، فهناك نسبة معينة من الأورام السرطانية لا تظهر في الصورة (جواب سلبي خاطئ)، لذلك عند الاشتباه بوجود آفة في الثدي وعدم ظهورها على التصوير الشعاعي يجب اللجوء إلى استقصاءات أخرى.

كيف يتم تشخيص الإصابة؟

يعتمد تشخيص الإصابة مبدئيًا على طريقتين، الأولى هي الفحص البدني للثدي، والثانية عن طريق التصوير الشعاعي للثدي، ويمكن لهاتين الطريقتين أن تقدما احتمالًا تقريبيًا إن كانت الكتلة سرطانية أم لا، ومن الممكن أن تكشفا عن بعض الأمراض الأخرى مثل وجود كيس بسيط.

ويتم تأكيد الإصابة بسحب خزعة نسيجية من الثدي (خزعة مسحوبة بالإبرة)، تنفذ هذه العملية في العيادة باستخدام مخدر موضعي إذا لزم الأمر، إذا وُجد السائل صافيًا فإنه من المستبعد جدًا أن تكون الكتلة سرطانية، أما إذا وجد في السائل دم فيتم إرسال العينة لفحصها تحت المجهر للبحث عما إذا كان هناك خلايا سرطانية.

وقد يتم اللجوء إلى الكشف عن السرطان أيضًا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير بالأشعة فوق الصوتية للثدي (Echo)، فهذه الفحوصات تساعد الطبيب في تحديد إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء خزعة، وفي كيفية إجراء الخزعة.

ما درجات ومراحل سرطان الثدي؟

التدريج: الخلايا الطبيعية في أي عضو في الجسم تتمايز، بمعنى أنها تأخذ أشكالًا محددة تعكس وظيفتها، أما الخلايا السرطانية فتفقد تدريجيًا قدرتها على التمايز كما في الخلايا الطبيعية، وبهذا تصنف الخلايا في سرطان الثدي إلى متمايزة (مستوى منخفض)، متمايزة إلى حدما (مستوى متوسط)، وضعيفة التمايز (مستوى عال). ويكون السرطان ذو الخلايا الأقل تمايزًا (تكون الأنسجة فيه أقل شبهًا لأنسجة الثدي الطبيعية) لديه أسوأ توقعات طبية لسير المرض.

المراحل: يصنف سرطان الثدي إلى خمس مراحل بحسب تطوره وذلك اعتمادًا على ثلاثة أمور هي: حجم الورم، انتشاره إلى الغدد اللمفاوية في الإبط، انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذه المراحل هي:

  • المرحلة صفر 0: هي مرحلة قبل سرطانية، يكون فيها السرطان غير غازٍ للأنسجة المحيطة به، وإنما متركز في القنوات اللبنية أو في الفصوص، إلا أنه من المهم استئصاله وإزالته لأنه قد يتحول إلى ورم غازٍ في المستقبل.
  • المرحلة الأولى I: وهي أولى علامات الإصابة بالورم السرطاني، وتعني أنه مازال في الثدي ولم ينتشر في أعضاء أخرى من الجسم، لكن له قابلية للانتشار.
  • المرحلة الثانية II: وهي أيضًا مرحلة مبكرة، ويكون فيها السرطان قد كبر حجمه (أكثر من 5 سم)، أو انتشر إلى الغدد اللمفاوية تحت الإبط، أو كلتا الحالتين.
  • المرحلة الثالثة III: وتسمى سرطان الثدي الموضعي المتقدم، وفيها يكون السرطان منتشرًا إلى الغدد اللمفاوية الخاصة بمنطقة الثدي (تحت الإبط وفوق الترقوة وتحتها) وإلى الأنسجة المحاذية للثدي كعضلات الصدر والغدد اللمفاوية داخل الصدر.
  • المرحلة الرابعة IV: وتسمى سرطان الثدي النقيلي، وهنا يكون السرطان قد انتقل إلى خارج نسيج الثدي وانتشر في أعضاء أخرى من الجسم، من بينها الرئتان والعظام والكبد والدماغ.

كيف يعالج سرطان الثدي؟

تتوفر اليوم تشكيلة منوعة من العلاجات تتلخص بما يلي: العلاج الجراحي، والعلاج الكيماوي، والعلاج بالأشعة، والعلاج الهرموني، والعلاج البيولوجي. ويعتمد اختيار العلاج الملائم على عوامل مختلفة أهمها مرحلة السرطان وعمر المريضة، وعادة ما يتم العلاج كالتالي:

  1. سرطانات المرحلة الأولى توقعات سير العلاج فيها ممتازة، ويتم بشكل عام علاجها باستئصال الورم والإشعاع في بعض الأحيان، أما العلاج الكيماوي فغير شائع فيها.
  2. سرطانات المرحلة الثانية والثالثة توقعات سير العلاج فيها أسوأ واحتمالية عودة المرض أكبر، تعالج بشكل عام من خلال الجراحة ثم العلاج الكيميائي، وأحيانًا الإشعاع.
  3. سرطانات المرحلة الرابعة لديها توقعات سير علاج سيئة وتعالج من خلال مجموعة مختلفة من جميع العلاجات من جراحة وإشعاع وعلاج كيميائي، ومعدل البقاء على قيد الحياة لمدة عشر سنوات هو 5% دون علاج و10% مع العلاج الأمثل.

يعتبر العلاج الجراحي الحل الأفضل في معظم الحالات وخاصة المبكرة منها، وتهدف الجراحة إلى استئصال الورم السرطاني والأنسجة المحيطة به، وتقسم العمليات الجراحية إلى: استئصال الثدي بأكمله، إزالة ربع الثدي، الاستئصال البسيط (إزالة جزء صغير من الثدي)، وإذا كانت هنالك علامات على وجود ورم سرطاني في الغدد اللمفاوية تحت الإبط فعلى الجراح استئصالها كلها. وبعد إزالة الورم يمكن إجراء جراحة إعادة بناء للثدي، وهي نوع من أنواع الجراحة التجميلية لتحسين المظهر الجمالي للموقع المعالج.

أما العلاج بالأشعة فيعتمد على إلحاق الضرر بالخلايا السرطانية، وبذلك يسبب موتها، ويتم العلاج بالأشعة 5-6 أيام في الأسبوع ولمدة 5-6 أسابيع.

والعلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تبطئ تكاثر الخلايا أو توقفه كليًا، ويؤثر هذا العلاج على الخلايا سريعة التكاثر، إلا أن أعراضه الجانبية كثيرة خاصة على الأنسجة ذات التكاثر الطبيعي السريع كخلايا الدم، وتؤخذ هذه الأدوية عن طريق الوريد مرة أسبوعيًا لمدة عدة أسابيع.

أما العلاج الهرموني هو علاج بأدوية تهدف إلى حصر مستقبلات الإستروجين، لأن خلايا سرطان الثدي تضمها وتتكاثر تحت تأثير هذا الهرمون، ويكون العلاج بحصر المستقبلات لإيقاف تكاثر الأورام السرطانية وتراجعها.

والعلاج البيولوجي علاج بأدوية هدفها حصر المستقبل” HER 2” المسبب لتكاثر الخلايا السرطانية، ويتم استخدامه فقط عند وجود هذه المستقبلات في الخلايا السرطانية، ويستخدم قبل العملية الجراحية أو في علاج الحالات المتقدمة.

هل يمكن الوقاية من الإصابة؟

لا شيء يمكنه أن يضمن عدم الإصابة بسرطان الثدي، ولكن هناك بعض النصائح لتغيير نمط الحياة، وهو ما قد يفيد في التقليل من الإصابة بهذا النوع من السرطان، منها:

تجنب زيادة الوزن، اعتماد نظام غذائي صحي، الإكثار من تناول زيت الزيتون والأطعمة الغنية بالألياف، ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، تجنب شرب الكحول، تجنب التدخين، تجنب التعرض لمبيدات الحشرات، الاستمرار بالرضاعة الطبيعية لأطول فترة ممكنة، تجنب الأدوية التي تحتوي على الهرمونات عند انقطاع الطمث، الحرص على تناول العقاقير الدوائية المثبطة لهرمون الاستروجين بعد بلوغ سن الستين عند السيدات اللواتي تتوافر لديهن عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية