إدلب – رؤى الزين
“بلحظة فقدت كل شيء، اعتقل زوجي وهدم بيتنا”، تقول الشابة رهف (27 عامًا)، معبرة عما في داخلها من ألم ممزوج بالأمل، وتروي قصتها، التي تعرف في جبل الزاوية بريف إدلب.
لجأت رهف إلى منزل أهلها حاملة آلام العملية القيصرية لولادة طفلها، وتشير إلى أنها فقدت حليبها “لهول ما جرى“ معها، إلا أنها تجاوزت هذه الصعوبات اليوم لتربي طفلها وتدرس في جامعة إدلب.
استكمال الدراسة جاء بعد انقطاع الشابة عن السنة الثانية من الأدب الإنكليزي في جامعة حلب ”الحرة“.
ولأنها تجيد اللغة الإنكليزية، افتتحت دورة لتلاميذ الصفوف الابتدائية، وتقول “لملمت جراحي ووضعتها تحت وسادتي لأعود إليها عند المساء، وقررت فتح باب جديد من الأمل من أجل طفلي”.
عشرة أطفال يدرسون على يد رهف، وتشير إلى أنها تحصل على أجر ”رمزي” يكفيها للحياة مع طفلها.
اعتقل زوج رهف، الذي لا تعرف عنه شيئًا حين كانت في الحادية والعشرين من عمرها، لتكتفي بثلاث سنوات عاشتها مع زوجها، معتبرة أن الناس لم يتركوها وشأنها، ولكنها واجهت ذلك بإصرار.
ولأنها معلمة وطالبة ومربية في نفس الوقت، تستيقظ مبكرة لتطعم طفلها عمر وتوصله إلى المدرسة، ثم تتوجه إلى تلاميذها، ورغم أنها لا تحضر في الجامعة إلا عند تقديم الامتحانات إلا أن معدلها الجامعي لا ينخفض عن 80%.
دفنت رهف براءتها بين مستقبل غامض وماضٍ صعب، وتعيش اليوم على أمل عودة زوجها، بينما يكبر طفلها الذي تقول إنها تحلم بأن يصبح رجلًا يحمل اسم أبيه.