عنب بلدي – خاص
اختلفت الظروف الدولية المؤثرة بملف بـ “وحدات حماية الشعب” (الكردية) بعد السيطرة على مدينة الرقة من يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ تنتشر تكهنات وتساؤلات عن ماهية الدعم العسكري المقدم من قبل أمريكا، وموقفها بعد الانتهاء من العمليات العسكرية على الأرض.
على الرغم من التصريحات الكردية “المطمئنة”، إلا أن التطورات الحالية تشير إلى تخوف كردي من الموقف الأمريكي، الذي استغنى عن الجيران في إقليم كردستان العراق، وما تبعه من حديث عن احتمالية انسحاب الوضع إلى سوريا.
وربما تنبئ التصريحات الأخيرة لسفير للولايات المتحدة الأمريكية في دمشق، روبرت فورد، بتغير في وضع المناطق الكردية في سوريا، إذ قال إن الكرد سيدفعون غاليًا ثمن ثقتهم بالأمريكيين.
وأضاف، في حزيران الماضي، أن “المسؤولين الأمريكيين يستخدمون الكرد بطريقة تكتيكية ومؤقتة، ولن يستخدموا الجيش الأمريكي للدفاع عن غرب كردستان كإقليم مستقل في مستقبل سوريا”.
وجهات النظر تتقارب بين تركيا وأمريكا
في زحمة الحديث عن الترابط الأمريكي- الكردي في سوريا واحتمالية استمراره، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها بدأت بتعديل الدعم العسكري للقوى المحلية التي تدعمها في سوريا، من بينها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال مكالمة أجراها مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 24 تشرين الثاني، إن “واشنطن بدأت تعدل الدعم العسكري لشركائها على الأرض في سوريا”.
بينما أوضحت الرئاسة التركية أن أمريكا وافقت على محاربة “المنظمات الإرهابية” مع تركيا، ومن بينها تنظيم “الدولة الإسلامية” و”حزب العمال الكردستاني” (PKK)، وشبكة “فتح الله غولن”.
وتتهم أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، وذراعه العسكرية، بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني، المحظور في تركيا والمصنف إرهابيًا.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عقب المكالمة الهاتفية بين الرئيسين، إن ترامب أصدر تعليمات واضحة لمؤسسات بلاده بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة لحزب “PYD” شمالي سوريا.
إلا أن البيت الأبيض لم يوضح تفاصيل المكالمة التي جرت بين ترامب وأردوغان، وقال إن الزعيمين ناقشا شراء عتاد عسكري من الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت 100 عربة عسكرية من نوع “همر” لـ “قسد”، مطلع الأسبوع الماضي، تلاها عرض عسكري لوحدات “حماية الشعب” الكردية هددت من خلاله تركيا.
ونشرت الوحدات الكردية عبر معرفاتها الرسمية، الأربعاء 22 تشرين الثاني، تسجيلًا مصورًا أظهر الآليات العسكرية، وعنونته بالتضامن مع مدينة عفرين شمالي حلب، والتي نشرت تركيا تعزيزات في محيطها منذ تشرين الأول الماضي.
وبحسب ما ترجمت عنب بلدي، عن أحد القياديين الذين ظهروا في التسجيل، قال إن “حسابات أردوغان خاطئة، وسوف يخسر في حال دخل المواجهة مع الوحدات، وعليه ألا يفكر بأن عفرين وحيدة شمالي سوريا”.
هل تسلم الرقة للأسد؟
وتدور توقعات حول قرب تسليم مدينة الرقة للنظام السوري بتوافق روسي- أمريكي، وهو ما سيكون “خذلانًا جديدًا” للكرد من الولايات المتحدة الأمريكية، حليفهم المقرب.
وأكدت التوقعات تصريحات مسؤولي النظام السوري، والتي كان آخرها للأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، هلال هلال، أن الرقة ستعود لسيطرة النظام السوري.
وخلال وجوده بريف الرقة الجنوبي، مطلع تشرين الثاني الجاري، أكد أن قوات الأسد ستعيد السيطرة على كامل الرقة، دون أن يشير إن كان ذلك سيتم عبر مواجهات عسكرية أم بطرق أخرى.
ولم يستبعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التواصل مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد ضد “حزب الاتحاد الديمقراطي” في سوريا مستقبلًا.
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي صباح” التركية، الجمعة 24 تشرين الثاني، أن “كل شيء يعتمد على الظروف، ومن غير المناسب القول أبدًا بشكل عام (…) أبواب السياسة مفتوحة دائمًا حتى آخر لحظة”.
ونفى أردوغان حدوث أي اتصال مباشر أو غير مباشر بين تركيا والنظام السوري في الوقت الحالي.
إلا أن “ديلي صباح” أشارت إلى أنه ترك الباب مفتوحًا أمام احتمال حدوثه في المستقبل، فيما يتعلق بـ “PYD” و”PKK”.