عنب بلدي ــ العدد 129 ـ الأحد 10/8/2014
ويتابع حلفاء النظام طريقته في التعالي على المواطنين، كما فعل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حين طالب بالتعامل مع اللاجئين بطريقة مختلفة، و «عدم التساهل، بعدما تبين علاقتهم بالمسلحين».
على الضفة المقابلة، تأتي ردات فعل التيار المعارض، ليس بهدف الدفاع عن المظلومين، وإنما لإثبات ثقلها في المنطقة، كما فعل الحريري حين وصل إلى لبنان بعد غياب دام 3 سنوات، معلنًا تأييده للجيش اللبناني، منوهًا لـ «بعض الأخطاء» التي مر بها في عرسال.
ورغم أن حياة 47 ألف لاجئ من الطائفة السنية كانت على المحك بسبب «بعض الأخطاء»، بعد تدخل الجيش بمؤازرة من مقاتلي حزب الله، إلا أنها لم تحظ ربما بأهمية كبيرة لدى «زعيم تيار السنة» في لبنان.
وكذلك ردة فعل الائتلاف السوري المعارض الذي يدعي تمثيل الشعب السوري، إذ اكتفى ببيان يندّد بالتدخل في الأراضي اللبنانية، مطالبًا بحماية اللاجئين وتأمين إقامتهم، دون خطوات جدية وعملية لاستيعاب المعضلة.
وبين مواجهات التيارين السابقين، أو نتيجة لتناحرهما، نشأت «الدولة الإسلامية» التي تحاول اليوم توطيد نفوذها والسيطرة على حقول النفط ومساحات جديدة تمتد على جانبي الحدود العراقية السورية، مرتكبة في سبيل ذلك مجازر باسم الإسلام، بحق المدنيين ذبحًا وحرقًا أو رجمًا.
حرمان المواطنين من حقوقهم أو تجاهلها لأهداف سياسية، أو قتلهم بشتى السبل، كل ذلك سواء طالما أنه يصبّ في تهميش الإنسان في المنطقة العربية، وتحول همومه وأولوياته إلى البحث عن العيش.. العيش فقط.