داعش.. حقيقة أم خيال علمي
خلود التونسية
ما يحدث في العراق وسوريا يدعو فعلًا للحيرة والدهشة. تنظيم دولة العراق والشام ينشر هيمنته على بعض محافظات العراق أولًا، ثم على جبهات القتال في سوريا ثانيًا، وأمريكا وكل دول الغرب تراقب بصمت.
أتراها عاجزة على إيقافهم أم تنتظر تجمع أكبر عدد ممكن من «متطرفي العالم» لتقضي عليهم دفعة واحدة؟
أليس هذا التنظيم مشابهًا جدًا لما حدث في حرب أفغانستان والاتحاد السوفياتي في التسعينات، وسكوت أمريكا على حركة طالبان. وما إن تفتت الاتحاد السوفياتي حتى انطلقت الولايات المتحدة في حربها ضد الحركة إعلاميًا، من حيث نشر انتهاكاتها الفادحة لحقوق الانسان، وميدانيًا من خلال حربها المسلحة في أفغانستان.
إذًن فقد يكون هذا هو السيناريو المتوقع لداعش، انتظار تحالفها مع جبهة النصرة، وهو ما بدأ يتحقق فعلًا في سوريا، ثم إطاحتها بالنظام الذي سيأدي حتمًا، إلى سقوطها بعد ذلك على يد فرقة «إنقاذ العالم من الارهاب»، أو ما يعرف بأمريكا.
ولكن من بين الاحتمالات أيضًا أن داعش هي صنع استخباراتي أمريكي يمهد لسيطرتها التامة على الشرق الأوسط، والفرضيات كثيرة حول هذه المسألة. ولكن الفرضية المستحيلة هي أن يكون لهذا التنظيم أي علاقة بالدين الأسلامي. حيث نرى صورًا لصلب البعض في رمضان بسبب الإفطار، والصلب هو طريقة تعذيب يرجح أن الإغريق أول من استعملها سنة 486 ق.م، واستعملها الفراعنة والرومان أيضًا، ولكنها لم ترد أبدًا في تاريخ المسلمين. ناهيك عن فرض النقاب على النساء في الموصل ومحافظة نينوى وحتى في بعض مناطق سوريا، وكل من تكشف وجهها يتم تشويهها باستعمال حامض الكبريتيك.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: بما أن معظم مقاتلي هذا التنظيم هم أجانب، فهل طبقوا الشريعة في بلدانهم حتى يأتوا لتطبيقها في بلدان الآخرين؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف؟ أم أن سوريا أصبحت أرض الأحلام والجميع يريد تحريرها وتحقيق حلم الشهادة وتطبيق الشريعة فيها؟ وطبعًا لن ننسى سوق النخاسة الجديد في العراق وبيع نساء الأقلية الإيزيدية والمسيحية كجاريات وسبايا، وهذا ما أكده محمد الخزاعي الناطق الرسمي باسم الهلال الأحمر.
«لا اكراه في الدين» بالتالي فإن هذه السياسات الداعشية ليس لها أي علاقة بالدين الإسلامي، ثم متى كان الجهاد بقطع الرؤوس والتنكيل بالجثث، ورسولنا عليه الصلاة والسلام أول من رفع راية الإسلام في الحروب ولم يقتل النساء ولم يقطع الرؤوس أو يحرق الجثث وينكل بها. فعن أي دولة إسلامية يتحدثون وهم لا يملكون من أخلاق الإسلام شيئًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :