شهدت الساحة السياسية، خلال الأسبوعين الماضيين، تحركات ولقاءات رئاسية لمناقشة الحل السياسي في سوريا.
البداية كانت مع لقاء جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة “آبيك” التي أقيمت في فيتنام، السبت 11 تشرين الثاني الجاري.
وتوصل الرئيسان إلى اتفاق مشترك يقضي بضرورة الوصول إلى حل “سلمي” للحرب السورية، ومواصلة محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ووقعا بيانًا مشتركًا خلال الاجتماع نصّ على ألا يكون هناك حل عسكري في سوريا، مع التأكيد على استقلالها وسلامة أراضيها.
بوتين يتصل بترامب عقب لقاء الأسد
وفي زيارة مفاجئة، استقبل بوتين رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مدينة سوتشي الروسية لمدة أربع ساعات، الاثنين 20 تشرين الثاني.
وأكد الرئيس الروسي خلال اللقاء أن “المسألة الأكثر أهمية هي بالطبع التسوية السلمية السياسية”، مشددًا على “أهمية التوصل إلى التسوية السياسية طويلة الأمد للأزمة السورية التي تلي القضاء على الإرهاب”.
بوتين أشار إلى بحث المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية مع الأسد، قائلًا إننا “نرى في نهاية المطاف، أن العملية السياسية تجري برعاية الأمم المتحدة، ونأمل في مشاركة حثيثة خلال سير العملية، وخلال مرحلتها النهائية”.
واعتبر محللون أن بوتين استدعى الأسد إلى سوتشي من أجل بحث معه الاتفاق مع ترامب، وإطلاعه على تفاصيل مسودة مبادرة سلام جديدة للتسوية، صاغتها موسكو وطهران وأنقرة، بحسب ما قاله الكرملين.
وعقب زيارة الأسد أجرى بوتين اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأمريكي، والملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز لإطلاعهم على مباحثاته مع الأسد.
وأصدر البيت الأبيض بيانًا أشار فيه إلى تأكيد الرئيسين، خلال الاتصال، على البيان المشترك بينهما وتشديدهما على “أهمية حل الأزمة الإنسانية السورية سلميًا، وعودة السوريون اللاجئين إلى منازلهم، وضمان استقرار سوريا الواحدة”.
واستمرت المحادثة الهاتفية بين بوتين وترامب لمدة ساعة ونصف، ووصفها الأخير بـ “الرائعة والمتينة”.
وأعلن الرئيس الأمريكي في تصريحات قبل مغادرته البيت الأبيض إلى ولاية فلوريدا، أمس، “إننا بحثنا بشكل جاد جدًا إحلال السلام في سوريا”.
قمة سوتشي “مصيرية”
لقاء الأسد وبوتين جاء قبل انعقاد القمة الثلاثية في سوتشي بين رؤساء إيران حسن روحاني، والتركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب الرئيس الروسي، اليوم، الأربعاء 22 تشرين الثاني.
ووصف أردوغان القمة الثلاثية، في كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة النيابية لـ “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، بـ”المصيرية لمستقبل سوريا والمنطقة”.
في حين أشار روحاني إلى أن “القمة ستلبي وجهات نظر الشعب السوري، وستكون القرارات التي ستتخذ في صالح سوريا ومستقبلها الذي سيكون بيد الشعب السوري وليس بيد الغرب”.
كما يأتي قبل عقد موسكو لمؤتمر تحت عنوان “الحوار الوطني السوري”، في سوتشي، يهدف إلى تقريب وجهات النظر بين السوريين، بحسب روسيا التي لم تعلن موعد المؤتمر حتى الآن.
وفد موحد للمعارضة
وتتجه أنظار السوريين إلى العاصمة السعودية (الرياض)، التي ينعقد فيها لقاء موسع لأطياف المعارضة السورية بهدف تشكيل وفد موحد، للتفاوض مع النظام قبل انطلاق الجولة الثامنة من جنيف أواخر الشهر الجاري.
وبدأ الاجتماع، اليوم، بمشاركة عدد من منصات المعارضة، باستثناء منصة موسكو، المحسوبة على المعارضة السورية، التي أعلنت انسحابها بسبب “عدم توصل اللجنة التحضيرية إلى توافق حول الرؤية المشتركة للوفد التفاوضي الواحد”.
وسبق اللقاء استقالة رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، إلى جانب عدد من الأعضاء دون توضيح الأسباب.
وجاءت التحركات في الأروقة السياسية بعد انحسار تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل كبير في سوريا والعراق، وبقاء بعض المساحات التي يقاتل فيها على الحدود السورية العراقية.
غموض يلف العملية والواقع السياسي في سوريا، خلال الفترة المقبلة، وسط تأمل من السوريين أن تنتج التحركات السياسية واللقاءات والمؤتمرات حلًا ينهي معاناتهم المستمرة منذ سنوات ويحقق مطالبهم المشروعة.
–