الخجل عند الأطفال .. أسباب الظاهرة وسبل الحد منها
عنب بلدي ــ العدد 129 ـ الأحد 10/8/2014
يتكلم بصوت منخفض ويتلعثم ويحمر وجهه وأذناه، غير مبادر أبدًا وقليل الكلام، كما أنه من الأشخاص الذين يرتبكون إذا ما وُجّه إليهم سؤال، ولا يرتاح عندما يكون برفقة الآخرين ويصعب عليه مفارقة والديه.
هذه بعض صفات الخجل، التي تكون طبيعية في كثير من الأحيان عند الأطفال، والذين يعتمدون على الأهل عند لقاء الأقارب أو الأصدقاء أو الغرباء.
ولكن عندما يكون الخجل شديدًا ويستمر لفترة طويلة، فيمكن أن يسمى بالخجل «التجنبي» أو «الهروبي»، وعادة ما يتحاشى الطفل الخجول الآخرين، ويعاني من عدم القدرة على التعامل مع زملائه بسهولة في المدرسة.
ولا بد التفريق بين الخجل والحياء، فالخجل هو انطواء الطفل على نفسه وعدم تفاعله وتواصله مع الآخرين، أما الحياء فهو التزام الطفل بقواعد الأدب والأخلاق.
تحدث مشكلة الخجل نتيجة لعدة عوامل، منها أسلوب معاملة الوالدين للطفل. مثلًا أن تكون الأم قلقة بشكل مفرط على طفلها، حيث تقوم بمراقبته وحمايته بشكل يحول دون تواصل وتفاعل الطفل مع الغير، إذ تشعره الرقابة الشديدة المفروضة عليه بالعجز عند محاولة الاستقلال وكذلك عند اتخاذ القرارات المتعلقة به مثل لون الملابس وماذا يريد أن يلبس. أو قد يكون سبب المشكلة خلافات الوالدين، أو تقليده لهما، فالآباء الخجولون عادة يكون أبناؤهم خجولين.
أيضًا، قد يكون سبب الخجل الشعور بالنقص، ويتولد هذا الشعور بسبب عاهات جسدية أو بسبب قلة مصروفه مقارنة بأقرانه، أو بسبب عدم تعويد الطفل على الاختلاط بالآخرين. بينما ترى بعض الأبحاث أن السبب في مشكلة الخجل هو الجينات الوراثية.
بعض الطرق الوقائية التي تساعد على الحد من ظاهرة الخجل المرضي عند الأطفال:
• ابدأ بالبحث عن سبب خجل طفلك ومن ثم انتقل إلى تخفيف ما يعانيه اعتمادًا على سبب مشكلته، والأهم من ذلك تقبل طبيعته وساعده للتغلب على ذلك.
• ابتعد عن تكرار كلمة الخجل أمام الطفل ونعته بها حتى لا يقبل بهذه الفكرة ويشعر بالخجل أكثر ويتدعم عنده الشعور بالنقص.
• ابتعد عن مقارنة الطفل بإخوته أو أقرانه ومن هم أفضل منه، وتجنب نقده أمامهم وتجريح مشاعره لأن ذلك سوف يترك أثرًا كبيرًا على نفسيته.
• ابتعد عن طلب الكمال في كل شي من طفلك، في الدراسة وفي الأكل، فهذه السلوكيات تحتاج للوقت وتأتي بالتدريج حتى يكتسبها.
• تدريبه على المهارات الاجتماعية وكيفية بناء الصداقات منذ الصغر والتفاعل مع الآخرين.
• ابتعد عن الأعمال التي تتطلب قدرات ومهارات تفوق قدراته ومهاراته حتى لا يصاب بالإحباط والفشل ومن ثم يفقد الثقة بالنفس.
• قم بمدحه وتشجيعه والثناء عليه عندما يحسن التصرف، ولا تسئ معاملته إن أخطأ التصرف.
• اترك له مجالًا من الحرية ليتخذ بعض القرارات الصغيرة واسمح له بأن يخوض بنفسه بعض الخيارات حتى لو أخطأ، وذلك ليراكم تجاربه الخاصة التي ستبنى عليها شخصيته.
• كن مستمعا جيدًا له ولا تكبته أثناء حديثه وشجعه على الحديث عما يدور في عقله.
• ابتعد عن لوم الطفل على خجله في بعض الأحيان، مثلًا: لو ذهبت لرؤية أصدقائك وطفلك لا يعرفهم ويبدأ بالاختباء وراءك وأنت تبدأ بالقول، توقف عن الخجل وأصدقاؤك أيضًا يطلبون من طفلك أن يتوقف عن الخجل، لكن الطفل في هذه الحالة يزداد خجلًا. لذلك من الأفضل أن تعرّف طفلك قبل ذهابكم بالأشخاص الذين سوف تشاهدونهم والفترة التي سوف تقضونها، إذ يخفف شرح التوقعات من حالة توتره.
ينصح بعلاج هذه المشكلة مبكرًا، فكلما بدأ العلاج بوقت أبكر كلما كانت إمكانية التخلص منها أفضل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :