الغازات عند الرضع
د. أكرم خولاني
كثيرًا ما يراجع الأهل عيادات الأطفال بسبب نوب البكاء التي تصيب أطفالهم الرضع دون سبب واضح، خاصة بعد إرضاعهم وتغيير الحفاضات لهم. ومع ظروف الحصار الذي يعيشه السوريون في بعض المناطق وندرة أطباء الأطفال والأدوية في مناطقهم، وكذلك حالة الفقر التي يعيشها النازحون واللاجئون وقلة الأموال، لابد أن تتعرف الأم على أهم الأسباب الشائعة لبكاء الرضيع كي تستطيع التفريق ما بين بكاء المرض الذي بحاجة لمراجعة طبيب وبكاء الجوع أو الرغبة في النوم أو الغازات أو المغص أو الإحباط واضطراب المزاج لدى الرضيع، والذي ينجم عن الجو الحار أو التوتر بسبب الضوضاء والأضواء من حوله.
وقبل أن نتكلم عن أهم أسباب البكاء لدى الرضع (الغازات والمغص) يجب أن نشير إلى أن البكاء هو علامة على التطور السوي للطفل؛ حيث يلاحظ أنه يزداد في الأسبوعين الثاني والثالث من الولادة، ويصل لأعلى مستوياته ما بين الأسبوع السادس والأسبوع الثامن، ثم يقل تدريجيًا حتى يصل لأقل مستوياته عند الشهر الرابع من العمر.
ما هي الغازات الهضمية عند الرضيع
هي عبارة عن تجمع غازات في أمعاء الرضيع ناجمة عن ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة أو عند البكاء أو استخدام اللهاية أو بسبب عادة مص الإصبع عند الرضع، وقد تنجم عن تخمر بعض الأطعمة كالحليب ومشتقاته، أو بفعل الجراثيم المفيدة الموجودة في الأمعاء. والجدير ذكره أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي يعانون من الغازات أقل من الذين يرضعون من الزجاجة لأنهم يستطيعون السيطرة على تدفق الحليب ويمصون الحلمة ببطء نسبيا.
كيف تعرف الأم أن ابنها يعاني من الغازات الهضمية
عادة ما يصبح الطفل عصبيًا ويبكي لفترات طويلة، ويلاحظ أنه يقلص جسمه ويثني رجليه باتجاه بطنه، وقد يتوقف فجأة عن مص الحلمة أثناء الرضاعة ويبدأ بالصراخ، أو أنه يمتنع عن الانتقال إلى الثدي الآخر وتظهر على وجهه علامات الامتعاض والألم. وغالبًا ما تحدث هذه النوب في ساعات ما بعد الظهر.
ما الإجراءات التي يمكن أن تخفف من معاناة الطفل أثناء نوبة الغازات
تدليك بطن الرضيع بشكل خفيف. كمادات دافئة على البطن. ثني الرجلين باتجاه البطن. حمل الطفل على الساعد وبطنه باتجاه الكف وهزه. إعطاء منقوع الكمون أو اليانسون أو البابونج. جولة في العربة أو السيارة.
كيف يمكن الوقاية من زيادة الغازات عند الرضيع
يجب معالجة السبب إذا كان معروفًا، واتباع الإجراءات الوقائية التالية بشكل عام:
- تجنب إرضاع الطفل وهو مستلق وإنما بوضعية يكون فيها رأسه وصدره مرتفعين قليلًا.
- إعطاء الطفل استراحات طبيعية قدر الإمكان أثناء الرضاعة (عند نقله من ثدي لآخر أو عندما يبعد فمه عن مصاصة الزجاجة) لمساعدته على التجشؤ.
- حمل الطفل بوضعية الوقوف لمدة 10 دقائق على الأقل بعد كل وجبة والتربيت على ظهره بلطف لمساعدته على التجشؤ (قد يخرج مع الهواء كمية من الحليب عند التجشؤ وهذا أمر طبيعي).
- تمسيد وتدليك البطن بعد كل رضعة بساعة.
- تجنب استخدام اللهاية ما أمكن.
- تجنب الأم المرضع للمأكولات المسببة للغازات مثل الملفوف والزهرة والبروكولي والفاصولياء اليابسة والفول والحمص والعدس.. وأحيانًا قد يكون حليب البقر هو السبب وعندها يجب استبداله بحليب الماعز.
- إعطاء الرضيع نقط السيميتيكون بشكل دوري، ويمكن إعطاؤه ماء الغريب (مجموعة أعشاب مع كربوهيدرات الصوديوم التي تخفف الحموضة).
كما يوصى في حال إرضاع الطفل من الزجاجة أن يتم إعطاؤها وهو بوضع عمودي قدر الإمكان والتأكد من أن الزجاجة مائلة بما فيه الكفاية ليملأ الحليب مدخل الحلمة تماما، كما يجب استخدام حلمة كبيرة وغير مشققة، ويفضل الحليب قليل اللاكتوز إن أمكن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :