تشكل قضية لم شمل اللاجئين إحدى نقاط الخلاف الأساسية التي أسهمت في إفشال مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا.
وأعلن الحزب “الليبرالي” مساء أمس، الأحد 19 تشرين الثاني، انسحابه من المفاوضات التي تجريها المستشارة أنجيلا ميركل لتشكيل ائتلاف حكومي منبثق عن الانتخابات التشريعية، وهو ما يعني فشل هذه المفاوضات التي استمرت أكثر من شهر.
وكانت الأحزاب المتفاوضة تسعى لتشكيل ما يعرف بائتلاف “جامايكا”، لكن قضايا خلافية عدة أفشلت المفاوضات.
وتشكل قضية لم الشمل حجر العثرة الرئيسي إلى جانب قضايا خلافية أخرى كالتغير المناخي، والبيئة، واستخدام الفحم كمصدر للطاقة، والأولويات الضريبية.
موقع “تسايت” الألماني نقل أن المفاوضات جرت في نقاط كثيرة بمبدأ “الشيء مقابل الشيء”، ولذلك كانت عملية تقديم تنازل في مجال معين تمتد إلى مجال آخر، لتصل في النهاية كلها إلى موضوع لم الشمل بالنسبة لأسر اللاجئين.
وأشار الموقع إلى أنه لو نجح المجتمعون في التوصل إلى اتفاق بشأن لم الشمل لكان من الممكن وبسرعة حدوث إجماع في مسألتي المناخ والضرائب.
وكان حزب “الخضر” قد اقترب من القبول بمقترح “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” بتحديد عدد اللاجئين السوريين بمئتي ألف لاجئ سنويًا، مقابل عدم تعطيل لم الشمل بالنسبة لعائلات اللاجئين لفترة أطول، لكن الحزب “الليبرالي” طالب في المقابل بتمديد منع لم الشمل لمدة عامين آخرين حتى يتم إصدار قانون للهجرة.
وقد يعني فشل المفاوضات عودة ألمانيا على الأرجح إلى صناديق الاقتراع مطلع 2018، وفي هذه الحال، ستجري الانتخابات من دون أن تكون ميركل على رأس “الاتحاد الديمقراطي المسيحي”.
وأضعفت الانتخابات التي جرت في أيلول الماضي المستشارة ميركل وتركتها بدون غالبية مطلقة في البرلمان، مع تحول جزء من ناخبيها إلى حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف على إثر سياسة ميركل المتحررة تجاه اللاجئين.
–