قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن تركيا مستعدة لتقديم تنازلات للروس، بما فيها قبول بقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مقابل تهميش كرد سوريا.
وفي عددها الصادر اليوم، الاثنين 20 تشرين الثاني، ذكرت الصحيفة أن تركيا خففت من حدة انتقادها للأسد مولية الأهمية لحل سياسي يحافظ على وحدة البلاد.
الصحيفة استندت في استدلالها إلى تصريح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، للصحفيين، أمس الأحد، على هامش اجتماع عقد بمدينة أنطاليا على مستوى وزراء الخارجية يضم وزراء كل من تركيا وروسيا وإيران.
جاويش أوغلو قال في تصريحه إنه “في الواقع ليست روسيا وإيران الدولتين الوحيدتين اللتين تقولان بأن الأسد يمكنه البقاء، فالسعودية وفرنسا تقولان نفس الشيء، وعلينا ألا نكون عاطفيين أكثر من اللازم، وهذا لا يعني أن الحصول على إجماع بشأن مصير الأسد سيكون أمرًا سهلًا”.
ولكن الوزير التركي أشار إلى أنه لا بد من التحدث إلى المعارضة أولًا.
وتشكل المكاسب التي حققها المقاتلون الكرد في الشمال السوري مصدر قلق لتركيا.
جاويش أوغلو، أكد أيضًا عقب الاجتماع أنه أبلغ نظيريه الروسي، سيرغي لافروف، والإيراني، جواد ظريف، رفض بلاده مشاركة حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري” في أي اجتماعات دولية تخص تسوية الأزمة السورية، وأنه نقل إليهما حساسية أنقرة بشأن هذه المسألة.
وحول الغرض من عقد القمة أشار الوزير التركي أنها تهدف إلى إجراء تقييم لأهم الإنجازات التي حققتها الدول الضامنة الثلاث حتى الآن، والخطوات التي يجب اتخاذها إزاء الأزمة السورية.
وأضاف أنه تناول مع نظيريه النقاط الرئيسية التي ستجري مناقشتها خلال قمة سوتشي، التي ستعقد يوم 22 تشرين الثاني الجاري.
ولفت إلى أن الظروف على الأرض في سوريا أفضل بكثير مقارنة بالعام الماضي، لكن لا يمكن الحفاظ على هذه الإنجازات دون تتويج هذه المرحلة بإيجاد حل سياسي في ظل استمرار مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وسبق أن أبدت أنقرة اعتراضًا على إعلان روسيا دعوة “الاتحاد الديمقراطي الكردي” إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي كان مزمعًا عقده في مدينة سوتشي الروسية، في 18 تشرين الثاني الجاري، والذي تأجل بسبب اعتراض تركيا على مشاركة الحزب فيه، فضلًا عن اعتراضات مماثلة من جانب مكونات في المعارضة السورية.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أن السبب الرئيس لعقد قمة سوتشي هو مسألة إدلب قائلًا “نريد أن يكون وقف إطلاق النار دائمًا في العملية التي سميناها منطقة تخفيف التوتر”.
–