ريف حماة – إياد عبد الجواد
عبرت القوافل التجارية بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة، للمرة الأولى منذ ست سنوات، عقب إعادة فتح الطريق الدولي بين دمشق وحلب، الأحد 12 تشرين الثاني، بعد إغلاقه على خلفية التطورات العسكرية التي شهدها ريف إدلب الجنوبي مطلع عام 2012.
وكانت سيطرة “هيئة تحرير الشام” على قرية أبو دالي، شرقي حماة، مدخلًا لفتح الطريق من بوابة مورك، والذي تديره اليوم “الشرطة الإسلامية” التابعة لها، ما طرح تساؤلات حول صفقات جرت بهذا الخصوص.
تعتبر مورك أكبر سوق تجاري في الوطن العربي لبيع وشراء الفستق الحلبي، وسيطرت عليها المعارضة في تشرين الثاني 2015، وتعرضت للقصف المكثف، إلا أن أهلها بدؤوا قبل أربعة أشهر بالعودة إليها. |
وقال رئيس المجلس المحلي في المدينة، زياد النداف، في حديث إلى عنب بلدي، إن موقع مورك الجغرافي، ومرور الطريق الدولي ضمن أراضيها، وقربها من مدينة حماة، أعاد أهميتها الاقتصادية كما كانت في السابق بعد فتح الطريق.
بدأ النظام يفكر بفتح الأوتوستراد الدولي بشكل جدي بعد إغلاق معبر أبو دالي بسبب المعارك الأخيرة، وفق النداف، الذي تحدث عن انخفاض وتيرة القصف إلى أن انتهى بدخول شاحنات محملة بالبضائع ذهابًا وإيابًا.
واعتبر رئيس المجلس أن فتح المعبر بمثابة عودة الروح والنشاط، لا سيما الأمان الذي سينتج عن ذلك، ناهيك عن الحركة الاقتصادية والتجارية التي ستعم المنطقة بشكل عام ومدينة مورك بشكل خاص، من خلال دخول سلع كثيرة تحتاجها المنطقة لم يكن تأمينها أمرًا سهلًا.
فتح الطريق يمهد لإعادة إعمار مورك
عقب فتح المعبر، وجه المجلس المحلي الكوادر والطاقات ووضع الخطط للبدء بإعادة إعمار ما دمرته قوات الأسد، وفق رئيس المجلس، وقال إن ذلك محاولة لاستيعاب احتياجات العوائل، واستقطاب المنظمات والجهات الرسمية وغير الرسمية لأخذ دورها وممارسة عملها في المدينة.
المسؤول الأمني لمعبر مورك، “أبوالهدى صوران”، أوضح في حديثه لعنب بلدي أن فتح المعبر “ينعش المناطق المحررة بالكامل والمناطق المنكوبة كمورك وخان شيخون والمناطق الواقعة عليه، كما يخفف من حدة القصف على المناطق المذكورة”.
حركة المرور على الطريق “سهلة وأكثر أمانًا” من باقي الطرق بين مناطق النظام و”المحررة” وبالعكس، وفق مسؤول المعبر، الذي قدّر المسافة بين مورك وحماة بحوالي 20 كيلومترًا.
وتمر المواد التجارية الواصلة إلى الطريق، على حاجزين للنظام، بعكس الطرق الباقية، كقلعة المضيق في ريف حماه الغربي، وبلدة الحمرا في ريف حماه الشرقي، التي ينتشر فيها قرابة 40 حاجزًا للنظام، وتعتبر أكثر بعدًا عن المناطق “المحررة”.
يعمل المعبر بشكل تجاري حاليًا، وأشار المسؤول الأمني إلى أنه “إذا استمر فتحه دون معوقات سيتحول إلى معبر شامل يعمل على مدار 24 ساعة، وليس كما هو اليوم من الصباح وحتى المغرب فقط”.
ولفت المسؤول إلى أن “سعر المواد المستوردة من النظام عن طريق المعبر أقل ثمنًا من غيرها، بسبب قلة عدد حواجز النظام التي تفرض أتاوات على البضائع المارة”، مشيرًا إلى أنه “سيسلم لإدارة مدنية كاملة الصلاحيات بعيدًا عن العسكرة“.
تشديد أمني على المعبر
وفق “أبو الهدى صوران”، فإن “الشرطة الإسلامية” تفتش البضائع وتشدد القبضة الأمنية خوفًا من دخول عناصر النظام أو مواد ممنوعة كالدخان والحشيش والمخدرات.
وتسيّر الشرطة دوريات على المعبر لضبط عمليات التهريب، وتحدث المسؤول الأمني عن نقاط مراقبة متقدمة تمر عليها السيارات قبل الوصول إليه، مشيرًا إلى أن النظام ومنذ خسارته “أبو دالي”، بدأ بالسعي لتأمين البديل التجاري من أجل تصريف منتجاته وتأمين ما يلزمه.
يعتبر الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب من أبرز الطرق “الاستراتيجية”، ويربط الجنوب السوري بالشمال، وكان لإغلاقه في السنوات الماضية أثر كبير على النظام السوري، الذي اضطر إلى نقل حركاته التجارية شرقًا عبر طريق أثريا- خناصر.
وأيًا كان سبب إعادة فتحه سياسيًا أم غير ذلك، أجمع الأهالي في المنطقة على أنه سيكون جسرًا تجاريًا بين الطرفين، وسوقًا “مهمًا” لتبادل السلع.