سرطان الثدي.. ما أسبابه وما أعراض الإصابة؟
د. أكرم خولاني
يعتبر سرطان الثدي أشيع السرطانات التي تصيب النساء في جميع أنحاء العالم، إذ يشكل 16% من جميع السرطانات التي تصيبهن.
ورغم الإنجازات الكبيرة في مجالي التشخيص المبكر والعلاج لهذا المرض، إلا أن نسبة انتشاره ماتزال مرتفعة إلى حد ما، وقد كان الكشف عن سرطان الثدي سابقًا يعني استئصال الثدي بالكامل، أما اليوم فإن التطور في وسائل التشخيص والعلاج خفض عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض، ولم تعد عمليات استئصال الثدي تجرى إلا في حالات نادرة.
ما هو سرطان الثدي؟
هو أحد الأورام الخبيثة، ويعرف بأنه نمو غير طبيعي للخلايا المبطنة لقنوات الحليب أو لفصوص الثدي، وفي الأغلب يبدأ الورم في قنوات نقل الحليب فيسمى سرطان القنوات، وأحيانًا يبدأ في الفصوص الصغيرة فيسمى السرطان الفصي، وبجزء بسيط يبدأ في بقية الأنسجة، كما تستطيع الخلايا السرطانية الدخول إلى القنوات اللمفاوية والانتشار من خلالها إلى العقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط، ومن ثم إلى أعضاء الجسم الأخرى عن طريق الأوعية اللمفاوية أو الأوردة الدموية.
ولا يقتصر سرطان الثدي على النساء فقط، فقد يصيب المرض أي رجل، خاصة بين سن الستين والسبعين من العمر، إلا أن المرأة أكثر عرضة لسرطان الثدي بـ 100 مرة من الرجل، وتشير الدراسات إلى أن امرأة واحدة من بين كل ثماني سيدات معرضة للإصابة بسرطان الثدي في فترة ما من حياتها.
ما أسباب الإصابة بسرطان الثدي؟
في معظم الحالات، ليس واضحًا السبب الذي يجعل خلايا سليمة في نسيج الثدي تتحول إلى خلايا سرطانية، ولكن قد تحدث الإصابة نتيجة أحد سببين:
- الوراثة: 5- 10% من حالات سرطان الثدي تعود إلى أسباب وراثية تنتقل عن طريق الأب أو الأم.
وليس بالضرورة أن تصاب المرأة الحاملة للجينات المعدلة بسرطان الثدي لأن هناك عوامل أخرى تساعد على نشوئه، ولكن خطورة الإصابة ترتفع للضعف عند وجود مصابة من أقارب الدرجة الأولى (الأم أو الأخت أو الابنة)، وترتفع الخطورة أيضًا مع وجود مصابة من قريبات الدرجة الثانية (الخالة أو العمة أو الجدة). - وجود عيوب (خلل) جينية غير وراثية: معظم العيوب الجينية ذات الصلة بمرض سرطان الثدي مكتسبة ولا تنتقل بالوراثة، وقد يعود سبب هذه العيوب إلى التعرض للأشعة خاصة في مرحلة نمو الثدي وتطوره (الطفولة أو المراهقة)، أو جراء التعرض لمواد مسببة للسرطان (مثل بعض الهيدروكربونيات الموجودة في التبغ واللحوم الحمراء المتفحمة).
ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة؟
الجنس: إذ إنّه يصيب النّساء أكثر من الرّجال.
العمر: يزداد خطر الإصابة بالسّرطان كلّما تقدّم الشّخص في العمر، ويُعتبر من هم بعد سنّ الخمسين أكثر عرضةً للإصابة به.
السوابق: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الثّدي إذا كانت المريضة قد عانت منه وتم استئصاله، أو عانت من اضطرابات الثدي الحميدة مثل التهاب الثدي الكيسي، أو كانت مريضة بالداء السكري.
الوراثة: تزداد احتمالية الإصابة إذا وجدت حالات عانت من هذا المرض في أفراد العائلة.
الحيض المبكر: يؤثر ارتفاع هرمون الإستروجين على أنسجة الثدي سلبًا، وبالتالي تزداد احتمالية الإصابة بالسرطان للفتيات اللواتي بدأت دورتهن الشهرية قبل سن الثانية عشرة.
الوصول إلى سن الإياس (انقطاع الطمث) في سن متأخرة نسبيًا: تزداد احتمالية الإصابة عند من تستمر دورتهنّ ما بعد الخامسة والخمسين.
الإنجاب المتأخر: فكلما تأخرت المرأة في الإنجاب تعرض الجسم للمزيد من هرمون الإستروجين، فيرفع من نسبة الإصابة بالسرطان.
العلاج بالهرمونات البديلة: استخدام الأدوية الهرمونية مدة تزيد على عشر سنوات تؤثر سلبًا على خلايا الجسم ونظامها، وخاصة عند النساء اللواتي يتناولن هرمون الإستروجين، وحبوب منع الحمل.
عدم الإنجاب: الولادة تحمي من الإصابة بالسرطان، فكلما قلت حالات الولادة ارتفعت احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
العلاج بالأشعة: التعرض للأشعة، خاصة على منطقة الصدر، يؤثر سلبًا على الخلايا ويساعدها على الخروج عن نمطها، وبالتالي تشكل الخلايا السرطانية.
نمط الحياة: قلة ممارسة الرياضة، والجلوس لفترات طويلة، والعمل بنظام المناوبة.
العادات السيئة: كالسمنة والوزن الزائد، والتدخين، والمشروبات الكحولية، وارتفاع محتوى الدهون في النظام الغذائي، وقد يلعب نقص تناول اليود في النظام الغذائي دورًا في ذلك أيضًا.
التعرض البيئي لبعض المواد الكيميائية: مثل المذيبات العضوية، وعدد من المبيدات الحشرية، ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.
عوامل أخرى: تصنف أقل أهمية مما سبق، مثل البشرة الداكنة، والسكن في المدينة.
ما أعراض سرطان الثدي؟
أعراض المرض المتقدم والمنتشر: آلام العظام، نقص الوزن والهزال، تورم الذراع، تقرحات الجلد فوق الورم .
أما الأعراض المبكرة لسرطان الثدي فتشمل:
أول علامة ظاهرة لسرطان الثدي هي وجود كتلة ضمن أنسجة الثدي تختلف عن النسيج الطبيعي له.
إفراز الثدي لمادة شفافة، ويمكن أن تكون مشابهة للدم من الحلمة، ومن الممكن أن تكون صفراء أو خضراء أو حتى بيضاء تشبه الصديد.
تغير واضح في حجم أو شكل الثّدي، وربما تلاحظ المريضة الفرق ما بين حجم أو لون الثديين، وقد تلاحظ زيادة في حجم واحد من الثديين.
تجعد سطح جلد الثدي، وظهور احمرار مشابه لقشرة البرتقال.
تراجع في الحلمة وتسننها. وقد تلاحظ المريضة تغيرًا في مكان الحلمة، إما إلى اليمين أو الشمال، مع ظهور تسننات واضحة على سطح الثدي، وذلك بمجرد اللمس.
تسطح الجلد الذي يغطي الثّدي، وقد يؤدي جفاف الثدي إلى تسطحه، ويمكن للمريضة أن تلاحظ ذلك من خلال مقارنة ملمسه بملمس الثدي الآخر.
آلام في الصدر أو الإبط غير مرتبطة بفترة حيض المرأة، حيث تختلف آلام سرطان الثدي عن آلام فترة الحيض بأن آلام الحيض تختفي بمجرد انتهاء الحيض، بينما آلام سرطان الثدي تبقى مستمرة طيلة الوقت.
تورم في إحدى الإبطين أو حول الترقوة، وظهور انتفاخ واضح يمكن رؤيته لدى المريض.
ولا يمكن الاعتماد على الشعور بألم في الثدي لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بسرطان الثدي أم لا، ولكن قد يكون مؤشرًا مهمًا لوجود مشكلات صحية أخرى في الثدي.
أخيرًا، نؤكد أن معظم هذه الأعراض يمكن حدوثها في أمراض الثدي الحميدة غير السرطانية، ووجود هذه الأعراض لا يجزم بوجود سرطان، لكنها تنذر باحتمالية الإصابة بسرطان الثدي، ما يستوجب التوجه إلى أقرب مركز طبي متخصص للقيام بفحوصات حول سرطان الثدي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :