عنب بلدي – خاص
تتوجه أنظار السوريين إلى العاصمة السعودية (الرياض)، مع بدء المؤتمر الموسع الثاني، بين 22 و 24 تشرين الثاني الجاري، في محاولة لتوسيع وإعادة هيكلة وفد معارضة موحد، قبل أيام من انطلاق مفاوضات جنيف بنسختها الثامنة، 28 من الشهر نفسه.
ووصلت الدعوات إلى الأطراف المقرر مشاركتها في المؤتمر، وقدّر مستشار “الهيئة العليا” للمفاوضات، الدكتور يحيى العريضي، في حديث إلى عنب بلدي، عدد الشخصيات التي ستحضر بحوالي 140 شخصًا، وسط حديث عن ضغوطات دولية “تعبث” لتشكيل الوفد على هواها.
المعارضة التي فشلت في آب الماضي بتوحيد رؤيتها ووفدها، بسبب رفض “منصة موسكو” الحديث عن مستقبل الأسد، تقف قبل المؤتمر أمام تحد “كبير”، يضمن الحفاظ على مبادئ الثورة، ويحول دون تعويم الأسد أو تحديد أولويات بعيدة عن التي تنادي بها، وعلى رأسها مستقبل سوريا بدونه.
وحدد العريضي الدعوات بـ “المكونات الأساسية”، متمثلة بكل من “الائتلاف”، “هيئة التنسيق“، وممثلي فصائل ومعارضين مستقلين، إضافة إلى أعضاء من منصتي القاهرة وموسكو.
ووفق وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن استضافة المؤتمر، تأتي “انطلاقًا من سياسة السعودية الداعمة لجهود إحلال السلام ومواجهة الإرهاب، واستجابة لطلب المعارضة بهدف التقريب بين أطرافها ومنصاتها وتوحيد وفدها المفاوض قبل جنيف”.
وأشار مستشار “الهيئة العليا” إلى أن الهدف من المؤتمر، “الخروج بوفد موحد مستند إلى أسس تلتزم بقضية الشعب السوري وفق القرارات الدولية”، مؤكدًا أنه “لا بد من تشكيل يضم مجموعة سوريين معارضين، يعملون وفق الشرعية الدولية بخصوص سوريا، وتؤخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب السوري الأساسية”.
ما يعزز “نجاح” المؤتمر منطقيًا، هو انتهاؤه قبل جنيف بأيام قليلة، وفق العريضي، واعتبر أن “الدعوة إلى مفاوضات مباشرة في جنيف يجب أن تتضمن مقومات نجاح“.
“منصة القاهرة” تعرض رؤيتها
توقع عضو “منصة القاهرة” فراس الخالدي، في حديث إلى عنب بلدي أن تسير مفاوضات توحيد الوفد “بشكل جيد”، معتبرًا أن ذلك “يظهر واضحًا في الإعلان عن المؤتمر، من قبل السعودية، والذي يحمل في طياته هموم السوريين وطموحاتهم”.
وحول نجاح المؤتمر في تشكيل وفد واحد، اعتبر عضو المنصة أن هناك إمكانية لذلك، متحدثًا عن “عراقيل كبيرة” تقف في وجه تلك الإمكانية، أبرزها “تباعد الرؤى بين منصتي موسكو والرياض”.
وما يضمن الذهاب إلى جنيف برؤية موحدة، لخصه الخالدي بـ “حسن النوايا مع بعض الضغوط على منصة موسكو، وإعادة صياغة لموقف موحد يحقق مطالب الشعب، عبر برنامج واضح“.
بين الواقعية السياسية والاجتهادات
يقف بيان الرياض الأول عام 2015، عائقًا في وجه بعض الأطراف، وسط حديث عن إمكانية سحب البساط من تحت المنسق العام لـ “الهيئة العليا”، الدكتور رياض حجاب، المُطالب بالالتزام بمبدأ “سوريا دون الأسد”، وهذا هو المبرر الوحيد لوجود المعارضة، من وجهة نظر البعض.
العريضي وصف الحديث في هذا الإطار بـ “الاجتهادات”، باعتبارها قراءة للمشهد العام حول توجه دولي يعتمد الواقعية السياسية في محاكاة الملف السوري، ويسير في إطار عزوف الدول عن الضغط باتجاه إزاحة الأسد.
وهذا يعني أن على رياض حجاب قبول الواقعية أو التنحي، إلا أن مستشار “الهيئة العليا”، اعتبر أنه “ليس هناك قرار بهذا الخصوص ولا نعلم ماذا سيحصل خلال المؤتمر”، مؤكدًا “كثيرون يتمترسون حول رفض بقاء عصابة دمرت بلدًا على مدار سنوات لتحصل على صك براءة بعدها”.
واعتبر أن ما يتداوله البعض “مجرد تحليل بناء على الواقعية السياسية، ولكن هناك وقائع أصبحت وواضحة للعيان”، بينما يرى حجاب “أن الواقعية تكمن في توحيد الجهود والالتفاف حول مطالب الثورة، وليس محاولة استرضاء المزاج الدولي المتقلب”.
ويرى محللون أن روسيا تسعى لتعويم نظام الأسد، بطرحها الأخير لمؤتمر “سوتشي”، الذي تفصله على هواها في ظل زحمة المؤتمرات بخصوص الملف السوري، وحددت تاريخه الأولي، مطلع كانون الأول المقبل، بعد تأجيله الشهر الماضي، لأنه لم يلق اهتمامًا دوليًا، ورفضته المعارضة بمختلف أطيافها.