أهالي المنصورة وريف الرقة الغربي مازالوا يعانون

  • 2017/11/19
  • 12:42 ص

تعبيرية: مقاتلو "قسد" في الرقة - تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)

أورفة – برهان عثمان

حفريات وإسفلت ودمار تعلوه بعض اللوحات المحطمة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، إلى جانبها أعلام “وحدات حماية الشعب” الكردية، إضافة إلى أكبال مقطعة صدئة بقيت من شبكات الكهرباء.. معالم ترافقك خلال سيرك ضمن طرقات ريف الرقة الغربي.

ويقول أهالي المنطقة إن المساحات الخضراء التي كانت مزروعة بالأشجار والمحاصيل، تقلصت إلى قرابة النصف، مشتكين من صمت مجبرين عليه يمنعهم من المطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وخاصة بعد أشهر من طرد تنظيم “الدولة”.

عمل أبو مساعد (52 عامًا) في الزراعة لأكثر من ثلاثة عقود، واضطر للابتعاد عنها في ظل غلاء البذور والنفط، ما دعاه إلى بيع جزء من أرضه، والعمل كسائق سيارة أجرة لنقل المسافرين بين قرى ريف الرقة، ويؤكد لعنب بلدي أن “كل شيء هنا بحاجة للإصلاح بداية من الطرقات إلى التمديدات الصحية وخطوط المياه النظيفة”.

لا ينكر الخمسيني تحسن الأوضاع “قليلًا”، وفق تقديره، ما سمح بالتنقل بحرية أكثر، إلا أنه يلفت إلى إجراءات تديرها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من خلال مجلس الرقة المدني، “يطلبون أوراقنا وتراخيص وشهادة السيارة، وجميعها إما ضاعت أو تلفت بسبب القصف“.

ارتفاع أسعار الوقود والغاز

مردود السيارة لا يغطي نفقات إصلاح أعطالها بسبب الطرقات وغلاء أسعار الوقود، وفق أبو مساعد، ويقدّر سعر الليتر بحوالي 500 ليرة سورية، “والسعر مرشح للارتفاع أكثر في ظل قدوم فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن موجة ارتفاع الأسعار “تكاد تضرب كل شيء  في هذا الريف الذي كان يوصف بأنه أرض الخير”.

سعر جرة الغاز وصل إلى تسعة آلاف ليرة سورية، وقارب سعر مادة المازوت 300 ليرة، ما دعا الكثيرين إلى التخوف من اضطرارهم للاستغناء عن مولدات الكهرباء بشكل كلي، “بسب تكلفتها العالية وارتفاع أسعار الأمبيرات “، وفق من استطلعت عنب بلدي آراءهم.

شوارع بلدة المنصورة، غربي الرقة، تكاد تخلو ليلًا، ويقول الشاب العشريني أبو عذاب لعنب بلدي، إن أوضاع البلدة ”شبه طبيعية“، لكن الكثير من الأهالي الذين غادروها لم يعودوا، “الأهالي مازالوا خائفين من قسد وليس لديهم ثقة بإدارتهم للمدينة، وخاصة أن التهمة جاهزة بالانتماء لداعش وبعدها يغيب الشخص في سجونهم“.

الأهالي يشتكون سوء الخدمات

شكلت المنصورة أبرز مراكز التنظيم خلال السنوات الماضية، إلا أنه لم يتبق من آثاره سوى عبارات تناثرت على جدرانها، وفق أم محمود (72 عامًا)، التي تملك دكانًا صغيرًا في البلدة، وتقول لعنب بلدي إنها لم تر تغيرًا في الأوضاع ولا أي أعمال للبلدية، مطالبة بتوفير خدمات “أكثر وعلى مستوى أفضل”.

تشتكي السيدة السبعينية من “بطء عجلة الإصلاحات”، التي وعدت بها “الإدارة الذاتية”، متهمة عناصرها بالمشاركة في “تعفيش الحديد والمجاري ومحطات المياه وأثاث الدوائر الرسمية، جميعها سرقت والأمر مستمر دون تغير”.

تعترف بلدية المنصور بنقص الخدمات، وهذا ما جاء على لسان أحد المتطوعين فيها (رفض كشف اسمه)، مشيرًا في حديثه لعنب بلدي إلى أن الإدارة المحلية تعمل على تحسين الواقع الخدمي، “ولكن ذلك يحتاج بعض الوقت”.

نجحت المكاتب واللجان التابعة للإدارة بإيصال المياه إلى قسم كبير من البلدة، إضافة إلى جولات تنظيف ورقابة على المحال بشكل دوري، وفق المتطوع، الذي أشار إلى العمل في الوقت الراهن، على تنظيم العمران وتحديد الأسعار ورقابة المواد، عازيًا سبب التأخر في استكمال الخدمات الأساسية، إلى “تلف مضخات المياه وسرقة اللوحات والكابلات من قبل مرتزقة داعش”.

إلا أن أم محمود تقول إن معظم أحياء البلدة ماتزال دون مياه، كما هو الحال في مناطق واسعة من ريف المنصورة، لافتةً إلى انتشار المكبات العشوائية وتتحدث بلهجة رقية “سنين والحال على ماهو مابو شي يتحسن  يروح ظالم ويجي ظالم، وما يتغير غير لون الدهان على حيطان الشوارع والكتابة عليها”.

وشكلت “قسد” بلديات في المنطقة، منتصف تموز الماضي، وأُطلق على التي في المنصورة اسم “بلدية الشعب”، ومنذ ذلك الوقت باشرت بدراسة وتنفيذ مشاريع خدمية في ريف الرقة، كما قالت.

إلا أن الأهالي الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، قالوا إن المشاريع “بقيت على الأوراق والمنصات الإعلامية، ولم تجد سبيلًا حتى اليوم إلى التنفيذ على أرض الواقع”، مؤكدين استمرار معاناتهم وانتظار ما يخففها خلال الأيام المقبلة.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع