رواية الطوق الأحمر.. محاكمة لأخلاقيات الحرب لـ جان كريستوف روفان

  • 2017/11/19
  • 12:04 ص

أكثر ما يلفت النظر في كواليس رواية “الطوق الأحمر” هي أن فكرتها انطلقت أثناء تغطية كاتبها الفرنسي جان كريستوف روفان، أثناء وجوده في الأردن لمراقبة تطور الثورات العربية، وتقديم تغطية صحفية لها لصالح الجريدة التي يعمل لها.

وأثناء الليل قصّ له مصور الجريدة، الذي رافقه في هذه المهمة، ما جرى مع جده في الحرب العالمية الأولى، ليأخذ روفان هذه الحكاية ويحولها إلى عمل روائي إنساني بحبكة تشد القارئ من أول صفحة حتى آخر نقطة في العمل.

وأتت الرواية إدانة لتاريخ الحرب وأخلاقياتها وانصياع الجنود فيها لأوامر القادة، بشكل يخلع عنهم إنسانيتهم وهم يفتكون بإخوتهم في الجهة المقابلة من الجبهة.

ولإيضاح هذه الفكرة تنقسم بطولة الرواية بين الجندي (جد مصور الصحيفة)، ومحقق عسكري، وكلب يقف طوال الوقت بالقرب من السجن الذي احتجز فيه العسكري.

خلال صفحات الرواية يتكشف دور الكلب في الحرب، والسبب الذي دفع الجندي الذي حاز وسام الشرف لدفاعه عن الأمة إلى الانفجار ضد الحرب، بل ووصفه لكل من شارك بها بالأخلاق الحيوانية، بينما يوضح أن الكلب كان مخلصًا لأخلاقه أكثر من كل الجنود الذين شاركوا في المعركة.

تتميز الرواية عمومًا بطابع ساخر، وفي نفس الوقت فلسفي تأملي بالظروف التي تدفع بالبشر إلى شن الحروب ضد بعضهم البعض، دون أي مراعاة لحكمة العقل، وقدرة العاطفة على تقبل الآخر، بحيث يُصبح القتل والإجرام هو الحل الوحيد للتعايش، وبذلك يفقد الإنسان الميزة الوحيدة له التي تفرقه عن الحيوان.

صدرت الرواية باللغة العربية عام 2015 بترجمة من ريتا باريش، ويُعتبر كاتبها واحدًا من أبرز الروائيين الحديثين في فرنسا.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب