وصل نقيب المعلمين في سوريا، أحمد الحسن الخطيب، إلى رئاسة سوريا بشكل مفاجئ، في مثل هذا اليوم قبل 47 سنة، إثر انقلاب حافظ الأسد المعروف بـ “الحركة التصحيحية”.
خلال تلك الفترة كانت ولاية الرئيس نور الدين الأتاسي على وشك الانتهاء، وكان الحاكم الفعلي لسوريا آنذاك، صلاح جديد، بمنصب الأمين العام المساعد لحزب “البعث” الحاكم، يعد نفسه بالجلوس رسميًا على كرسي الرئاسة.
وكان صلاح جديد، وصديقه حافظ الأسد، آخر اثنين استمرا من مجلس عسكري سري تأسس بنية الاستيلاء على السلطة، قبل أن يصفي الصديقان زملائهما.
اعتقد جديد أن الدور الآن حان لتصفية الأسد الذي وضعه في منصب وزير الدفاع، واستخدمه لتذليل المصاعب أمامه، فأراد محاسبته عن كل التصرفات غير المسؤولة التي قام بها خلال الفترة الماضية، لاسيما فيما يتعلق بمواجهة إسرائيل، وخسارة القنيطرة.
أدرك الأسد ما كان يجول بخاطر جديد، فحرك قوات الجيش الموالية له، وانقلب عليه وعلى الأتاسي، معلنًا أنها حركة تصحيحية لمسار السياسة السورية.
وصل أحمد الحسن الخطيب إلى الرئاسة في 18 تشرين الثاني 1970، وانشغل لمدة أربع أشهر باستقبال المهنئين فقط، ولم ينجز أي عمل آخر له، وفق ما يتناقل بعض من عايشوا تلك المرحلة.
خلال هذه الفترة، وخلافًا للمعتاد، لم تظهر أي صورة لرئيس الجمهورية الجديد، إنما انشغلت المطابع بتوزيع صور لحافظ الأسد، الذي نصب نفسه رئيسًا للوزراء.
وفي 22 شباط 1971، انتهى ابن قرية نمر في محافظة درعا، من اللعبة التي منحه إياها الأسد، واستقال الخطيب إثر استفتاء شعبي منح الأسد نسبة تأييد قاربت 100% ليصبح رئيسًا للجمهورية.