حلب المحررة … تُعيّد على وقع البراميل
هنا الحلبي – حلب
لم يهنأ أهالي حلب بالعيد ولا بالاحتفال به، بل على العكس، استقبلوه بالمجازر التي خلفتها البراميل، إذ سقط أكثر من 10 براميل ليلة العيد 28 تموز في حي الشعار، تلاها مجزرتين ثالث أيام العيد، إلا أن أجواء العيد حضرت في بعض الأحياء مقاومة الدمار والقصف.
وخيمت أجواء “الحزن والكآبة” على العيد، كما حدثنا أبو سلمى، رئيس مجلس المدينة في حلب المحررة، قائلًا لعنب بلدي “لم تكن الأجواء أجواء فرح، كانت نظرات الأهالي المليئة بالحزن والتعاسة تعبّر عن واجب هم ملزمون به تجاه أطفالهم”.
وأضاف أبو سلمى “بضع أسواق فقط في مدينة حلب الصاخبة يرتادها 5 بالمئة من المتسوقين في الأحوال العادية، حتى الفقر بأنواع البضائع يعبّر عن عدم تفاؤل من بقي من التجار بهذا الموسم”، معبرًا عن خيبة أمله لقضاء عائلته فترة العيد في أحد الملاجئ تحت الأرض بعدة أمتار “خوفًا من شبح البراميل بين الرعب والحزن”.
لكن الناشط ريان، الذي يعمل مع “تجمع أنا سوري”، يقول بالمقابل أن من تبقى من ناشطي حلب “اجتهدوا على زرع الابتسامة على وجوه الأطفال، ولم تثنهم عنها لا براميل ولا قذائف”. ويكمل “لا ننكر أن هذا العيد ليس كالأعياد السابقة، فلقد اقتصر على احتفاليات صغيرة وفي أماكن بعيدة عن الخطر قدر المستطاع، بالإضافة إلى وجود بعض المراجيح في الشوارع التي يلعب عليها بعض الأطفال، لكن ليس كازدحام الأعياد المعتاد عليه أبدًا”.
وأفاد ريان أن “تجمع أنا سوري” نظم حفلة ثاني أيام العيد ضمت أكثر من 100 طفل، في مكان لم يعلن عنه مسبقًا، وتمت الدعوة بنفس اليوم “خشية استهدافه من قبل النظام، كما حصل مسبقًا في مجزرة مدرسة عين جالوت (30 نيسان)”. واقتصر الاحتفال على سينما عرضت فيها أفلام رسوم متحركة بالإضافة لمسابقات، وتوزيع هدايا على الفائزين، إضافة لأغاني الأطفال، وتوزيع ضيافة العيد على الأطفال الحاضرين.
ولم تهمل بعض الجمعيات الخيرية أهمية ملابس العيد بالنسبة للفقراء، ولا سيما الأطفال، على غرار سوق أبرار حلب الخيري الذي كانت تديره جمعية أبرار حلب للإغاثة والتنمية، وقد أنهى هذا السوق فعاليته يوم 26 تموز (قبل العيد بيومين)، بعد أن استمر 10 أيام بهدف توزيع ملابس العيد على نحو 10 آلاف عائلة.
الجمعية ابتدأت فعاليات العمل في السوق في 17 رمضان، وفق مركز حلب الإعلامي، في حي الشيخ مقصود بالتعاون مع المكتب الإغاثي لهذا الحي، ووزعت 20 ألف قطعة من الملابس على 10 آلاف عائلة، وشهد الحي ازدحامًا كبيرًا وإقبالًا من قبل السكان المدنيين المسجلين في سجلات الجمعية.
وأفاد أبو يمان، أمين سر الجمعية، في تصريح للمركز الإعلامي أن “هذا السوق شهد نجاحًا كبيرًا من حيث التنظيم الإداري والحرص الأمني”، مشيرًا إلى أن “الغاية من هكذا مشروع هو رسم البسمة على شفاه الأطفال”.
يذكر أن أحياء حلب المحررة تعاني من حملة عنيفة بالبراميل المتفجرة، إضافة إلى اشتباكات متقطعة بين قوات المعارضة ونظام الأسد أو مقاتلي “دولة العراق والشام”، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف طفل منذ بداية العام الجاري، حسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :