بهدف كسر الحصار .. مشاريع زراعية-تنموية في الغوطة الشرقية
عنب بلدي ــ العدد 128 ـ الأحد 3/8/2014
بعد أن فرض عليها النظام حصارًا خانقًا لأكثر من عامين، ينظم ناشطون داخل الغوطة الشرقية مشاريع تنموية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي من خلال زراعة محاصيل استراتيجية ومحاصيل شتوية وصيفية، توفر الغذاء اللازم للحفاظ على حياة المحاصرين.
عنب بلدي التقت مسؤول قسم المشاريع في وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، التي تدعم هذه المشاريع، وقال بأن الوحدة تسعى لتحقيق تكامل بين المشاريع بالتنسيق مع جهات داعمة لتحقيق الفائدة الأكبر، وأنها بدأت بتنفيذ المشروع في الغوطة الشرقية كوسيط لتنسيق الدعم.
وبينما تولى المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية مهمة التنفيذ، تولت الوحدة مهمة الإشراف والتقييم والمراقبة من خلال توثيق مراحل تنفيذ المشروع بالصور والفيديو والتقارير المالية الدورية بموجب مذكرة التفاهم التي أبرمتها الوحدة مع المكتب الإغاثي الموحد.
وأضاف مسؤول قسم المشاريع في الوحدة إلى أنه “تم تنفيذ المشروع الزراعي عقب تنفيذ مشروع للطاقة البديلة لاستخراج الوقود الحيوي لتوليد غاز من أجل تشغيل مضخات المياه للري في ظل انقطاع الكهرباء، وبالتالي تتم الاستفادة من المشاريع كحزمة متكاملة تعود بالنفع الأكبر على المنطقة وتؤمن الغذاء للسكان المحاصرين لفترات زمنية أطول”، مشيرًا إلى وصول انتقادات للوحدة حول عدم كفاية المحصول للأهالي، لكنه أردف “بالرغم من أن الانتاجية كانت أقل بكثير من الكمية الكافية لسد احتياجات السكان، إلا أنها كانت كفيلة بإبقائهم على قيد الحياة وإحياء روح العمل على كسر الحصار من الداخل على مبدأ بحصة بستند جرة”.
من جهته، ذكر السيد أبو محمد، من المكتب الإغاثي الموحد للغوطة الشرقية أن وحدة تنسيق الدعم قامت بتمويل جزئين من مشروع الزراعة المتكامل بشكل كامل وهما مشروع إنتاج الوقود الحيوي (غاز الميتان) بحفر 100 حفرة فنية لتوليد الغاز بغية استبدال الوقود بالغاز لتشغيل مضخات الري وكان الإنتاج جيدًا قياسًا بالمتوقع. والجزء الثاني كان مشروع المشاتل الزراعية لتأمين البذور للزراعة والتي استخدمت في مشروع الزراعة الصيفية لمحاصيل الكوسا والباذنجان والبندورة وغيرها.
وأضاف “بالنسبة للمشروع الأم وهو مشروع الزراعة فهو مشروع كبير وأسهمت الوحدة بتمويل جزء منه بالإضافة إلى جهات أخرى، وتم تنفيذ المشروع بعقد شراكات مع الفلاحين الذين حصلوا على نسبة من الإنتاج لقاء عملهم في الزراعة، وبدأ الفلاحون بجني محاصيلهم الآن واستخدمت بعض المحاصيل في حملات إفطار الصائم في الغوطة الشرقية.
أما بالنسبة لردة فعل الناس المحاصرين، ذكر أبو محمد أن “المكتب الإغاثي الموحد يمتلك سمعة جيدة وهو مكون من 70 مكتبًا إغاثيًا تشمل كافة الغوطة الشرقية، إلا أن التقصير والعجز يكون بالتمويل إذ يصعب الحصول على تمويل لداخل المناطق المحاصرة وبسبب الحصار والقصف المستمرين، فمهما كانت نسبة نجاح المشاريع التي يتم تنفيذها، إلا أنها لا تزال قاصرة عن تحقيق كافة احتياجات المحاصرين داخل الغوطة الشرقية”.
يذكر أن الغوطة الشرقية تعاني من حصار مطبق من قبل قوات الأسد دام أكثر من سنتين، ويمنع دخول وخروج المواطنين إليها، كما تحبس عنها المواد التموينية والمساعدات الطبية، لذلك فقد ارتفعت أسعار المواد التموينية إلى معدلات قياسية مقارنة بأسعارها في العاصمة دمشق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :