قرآن من أجل الثّورة 128
عنب بلدي ــ العدد 128 ـ الأحد 3/8/2014
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- جسد سليمان
مات سليمان واستُغل من بعده جسده لإهانة الناس وظلمهم باسمه، بعد أن أوهموهم أنه لازال حيًا حتى جاءت دابة الأرض وأسقطت جسده ليكتشف الأتباع أنهم كانوا يسكنون في مملكة الخيال ويتبعون وهمًا. كذلك اكتشف العراقيون بعد سقوط صدام أن جيشه الجرار كان وهمًا وتكرر مع القدافي وسيحصل مع بشار.
عندما يحين الوقت ستأكل دابة الأرض منسأة عرشه ليخر هو ومملكته الخاوية ونعلم أن مملكته أقامتها ذنوبنا والخوف في داخلنا. (ملاحظة: محل الشاهد ليس في مقارنة النبي سليمان بأولئك الطغاة).
- مزلق العنف
في قصة موسى وحادثة القتل عبر عدة. فإغراء العنف وردة الفعل المبررة عظيمة لدرجة أن موسى عليه السلام وقع فيه. ليس كل من استنصرك صادق حتى لو كان يقاتل عدوك فقد يكون مجرمًا {قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ} (سورة القصص، 18). بعد أول ردة فعل واستعمال العنف يسهل التكرار والوقوع مرة أخرى حتى لو تأكدت أن من يستنصرك مجرم {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا} (سورة القصص، 19).
العقل وحسن الاستماع عاصم ومنجي، ففي ذروة الغضب استمع موسى للشبيح وتركه لحاله { قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ} (سورة القصص، 19).
لو سار موسى في طريق العنف لتحول إلى جبار لا يختلف عن فرعون تمامًا كما هي داعش ومن لف لفها اليوم. منتهى مبتغى وآمال الظالم أن تقع في العنف إلى درجة لم ينسها فرعون بعد عشر سنوات للغربة واستعملها ليتهمه بالإرهاب ويبرر قمعه {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (سورة الشعراء، 19).
ذكاء موسى أنه اعترف بالخطأ ولم يبرره ويغطي عليه من خلال المقارنة بين عظم جرم فرعون وردة فعله الفردية ولم يدخل في جدال من بدأ ومن رد ومن الضحية ومن الجلاد {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} (سورة الشعراء، 20).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :