شهد مجمع ثكنات “إدارة المركبات”، في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، على مدى سنوات الثورة الماضية، هجمات متكررة من قبل فصائل المعارضة، بهدف السيطرة عليه.
ماذا تعرف عن الإدارة؟
الإدارة تقع في مثلث “حرستا – عربين – مديرا”، وتمتد على مساحة واسعة تصل إلى نحو أربعة آلاف متر مربع تقريبًا، وتعتبر أكبر ثكنة عسكرية لقوات الأسد في الغوطة الشرقية.
وتتكون الإدارة من ثلاثة أقسام رئيسية: قسم الإدارة ويضم القيادة الرئيسية والمباني الإدارية، والقسم الثاني يضم الرحبة العسكرية “446”، ويعتبر القسم الأكبر مساحة وهو المسؤول عن إصلاح السيارات العسكرية بجميع أنواعها ويقع بين حرستا وعربين.
أما القسم الثالث فهو المعهد الفني الذي يقع بين حرستا وعربين ومديرا، ويعد مسؤولًا عن إصلاح الدبابات العسكرية.
وتوجد في الإدارة أعداد كبيرة من مقاتلي الأسد وخاصة من قوات الحرس الجمهوري، إضافة إلى تسليح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة وراجمات الصواريخ ومستودعات أسلحة متنوعة.
وتحولت الإدارة بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على الغوطة الشرقية، إلى مركز عمليات ومركز إمداد لعمليات قوات الأسد داخل الغوطة، كما تعتبر المركز الأول المسؤول عن استهداف الغوطة بالقذائف والصواريخ.
هجمات لم تنجح بتثبيت النقاط
ولأهميتها الكبيرة، كانت الإدارة محط أنظار فصائل المعارضة منذ انتقال الثورة إلى العمل المسلح، إذ شهدت هجومًا لـ “الجيش الحر”، في كانون الأول 2012.
وتمكن من اقتحامها والسيطرة على مستودعات للذخيرة وخمس دبابات، لكنه لم يستطع السيطرة عليها بشكل كامل.
وفي تشرين الثاني 2013، تمكنت الفصائل من تفجير مبنى الإدارة، بعد وصولها إليه عبر الأنفاق.
وأسفرت العملية عن مقتل 60 عنصرًا، من بينهم اللواء أحمد رستم نائب مدير الإدارة، واللواء محمد حسن رئيس قسم الهندسة في الإدارة، إضافة إلى العميد جوزيف دخل الله والعميد حسن سليمان والعميد غسان عروس.
وفي عام 2015 أطلقت الفصائل عملية عسكرية تحت مسمى “معركة نصرة الزبداني”، سيطرت خلالها على أبنية في المعهد الفني التابع لإدارة المركبات، لكن بسبب الغارات المكثفة من الطيران حالت دون السيطرة عليها.
وكانت آخر الاستهدافات التي طالت إدارة المركبات، أواخر كانون الثاني 2017 الجاري، إذ فجرت فصائل المعارضة نفقًا بالقرب من بابها الرئيسي، وقتل حينها اللواء الركن بلال بلال، والعميد الطيار رأفت إبراهيم، وصف الضابط عيسى مهيوب.
هل يكون هذا الهجوم الأخير؟
وشهدت المنطقة هدوءًا، خلال الأشهر الماضية، بعد دخول الغوطة ضمن اتفاقية “تخفيف التوتر” الموقع عليها بين الدول الضامنة في محادثات أستانة (روسيا وتركيا وإيران).
لكن في خطوة مفاجئة بدأت حركة “أحرار الشام الإسلامية”، الاثنين الماضي، هجومًا على الإدارة وأطلقت معركة تحت مسمى “بأنهم ظلموا” بهدف السيطرة عليها.
مصادر إعلامية من ريف دمشق أوضحت لعنب بلدي أن فصائل المعارضة سيطرت حتى الآن على حوالي 50% من إدارة المركبات، وسيطرت على مستودع ذخيرة ورشاشات ثقيلة.
وبثت حسابات حركة “أحرار الشام الإسلامية” تسجيلًا مصورًا، يظهر مقاتليها داخل “إدارة المركبات”، إلا أن عمر خطاب، الناطق العسكري باسم الحركة قال في حديث إلى عنب بلدي، إن الإدارة “لم تتحرر بالكامل بعد ونسأل الله تعالى أن يتمم ذلك”.
وذكرت الصفحات الموالية للنظام، أن العماد شرف وليد خواشقي، والذي يشغل نائب مدير إدارة المركبات قتل في الهجوم على الإدارة.
–