57 عامًا على حريق سينما عامودا.. والمجرم مجهول
قبل 57 سنة شهدت مدينة عامودا في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، حدثًا لن ينمحي من ذاكرة المدينة، إذ شهدت في 13 تشرين الثاني 1960، مقتل نحو 283 طفلًا لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا.
عُرفت هذه الحادثة بحريق سينما عامودا، أو مجزرة السينما، وكان حضور الأطفال بدعوة من مدير ناحية مدينة عامودا حينها، لحضور فيلم “شبح منتصف الليل” غير المخصص للأطفال، وفي سينما لا تتسع لأكثر من 200 شخص، فيما كان عدد الأطفال يصل إلى 500 طفل.
أما الهدف من هذه الرحلة المدرسية الكبيرة فكان دعم ثورة الجزائر من خلال جمع التبرعات، إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام.
فخلال العرض الثالث الذي استقبلته سينما “شهرزاد” ذلك اليوم، اندلعت شرارة من محرك العرض القديم، لتمتد بعدها النيران إلى الحيطان الخشبية والأثاث، وأجساد الأطفال المذعورين.
تدافع الأطفال نحو البوابة الرئيسية ما تسبب بإغلاقها نتيجة تزاحمهم، فيما قرر بعضهم القفز من نافذة تقود إلى خارج الصالة، لكن ما لم يعرفوه أن النافذة تطل على بئر مفتوح تحتها، ما تسبب بموت عدد منهم فيه.
سمع أهل المدينة صراخ الأطفال فتراكضوا لنجدتهم، وخلال تدخل الأهالي سقطت عارضة خشبية من السقف وأودت بحياة شاب أنقذ نحو 12 طفلًا يدعى محمد سعيد آغا الدقوري.
أحد الأطفال الناجين يدعى حسن دريعي، أصبح من أشهر المحامين السوريين، وسجل جزءًا من شهادته على المجزرة، التي سُجلت ضد مجهول منذ حكم الجمهورية العربية المتحدة، حتى وصول آل الأسد إلى السلطة، وتعرض المحامي لضغط من المخابرات إثر نشر كتابه “عامودا تحترق” عام 2005.
يذكر دريعي أن نصبًا تذكاريًا أقيم للأطفال في مكان الحادثة، وكانوا كردًا وعربًا ومسيحيين، وفي أول سنتين من المجزرة، كانت تحضر فرقة موسيقية كنسية لتحيي ذكراهم من النصب التذكاري، إلى المقبرة، والأهالي يسيرون خلفها.
وفي الذكرى 57 للمجزرة، مازال من بقي على قيد الحياة من ذوي الضحايا يطالب بكشف حقيقة المتسبب بمقتل أحبائهم، ويحيون ذكراهم بزيارة المقابر.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :