عنب بلدي ــ العدد 127 ـ الأحد 27/7/2014
اليوم وقد أصبحت “الدولة” قوةً تسعى لتمكين نفوذها في المنطقة بعد أن أتاح لها نظاما الأسد والمالكي ذلك بانسحاب قواتهما من مناطق نفوذها الحالية تاركين وراءهم آليات وأسلحة ثقيلة، يحاول التنظيم تمكين نفوذه على حساب الأسد وبمواجهات مباشرة مع مقاتليه.
ربما تكون الحسابات في المنطقة مبهمة وضبابية، لكن المثبت أن الاشتباكات الأخيرة بين قوات الأسد ومقاتلي داعش تستنزف الجانبين، إذ تشير إحصائيات المراكز الحقوقية إلى أن 43 بالمئة من قتلى الأسد في الأيام العشرة الأخيرة، قتلوا على يد مقاتلين من “دولة العراق والشام”.
لم تتحرر “الفرقة 17” أو حقل الشاعر النفطي وغيرهما بدخول مقاتلي “الدولة” إليها وانسحاب قوات الأسد، بل هو انتقال من احتلال إلى آخر، يتوافق كلاهما في كبت حرية المواطنين والقتل على الهوية أو بحكم الردة والتكفير.
لكنها فرصة لفصائل المعارضة حتى تعيد ترتيب أوراقها وتمكين قواعدها بعد أن اضطرت لقتال الاحتلالين معًا وأنهكتها المعارك المتوالية على أكثر من محور، ثم التخطيط الصحيح لاسترداد ما خسرته منذ دخول “دولة العراق والشام” إلى البلاد.
لقد استفادت القوى المؤثرة في المنطقة من تشتت المعارضة وتفرقها، وبحثت عن مصالحها على ظهر المعارضين، واستطاعت تأسيس دويلات عرقية وطائفية، وقد آن الأوان للمعارضة أن تبحث عن مصالحها المبنية أصلًا على حقوق الشعب السوري، وتتماسك لبناء الدولة واستعادة أراضيها.
ضياع ثروات البلد واستنزاف قدراتها البشرية والعسكرية، أمر مؤسوف عليه من قتال داعش والأسد، دون ذلك لا يهم لمن تكون الغلبة بمعارك جزئية وكرّ وفرّ قد يطول و “فخار يكسر بعضه”، فلنبحث عن سوريتنا.