داريا: تأجيل خروج الوفد المفاوض إلى موعد غير مسمى، والنظام يصعّد قصفه على المدينة
عنب بلدي ــ العدد 127 ـ الأحد 27/7/2014
عنب بلدي – داريا
عاود النظام طرح ملف الهدنة مجددًا في مدينة داريا، بشرط خروج وفد مفاوض من داخل المدينة للتفاوض حول شروط الهدنة والتوصل إلى صيغة ترضي الطرفين، لكنه لم يظهر حسن النية تجاه ذلك، فصعّد من قصفه على المدينة خلال الأسبوع الماضي، موقعًا العديد من الشهداء والمصابين من أبناء المدينة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في داريا أنه كان من المفترض أن يخرج الوفد المفاوض المكون من أبو نضال ممثلًا عن المدنيين، أبو المجد ممثًلا عن المجلس، وأبو نزار عن تجمع أجناد الشام، إلى خارج المدينة للتفاوض مجددًا حول الشروط التي يعرضها النظام والشروط التي يتمسك بها المعارضون حول الهدنة، بعد أن أنهى النظام جولة المفاوضات الأخيرة (قبل شهرين) باشتراطه خروج وفد من داخل المدينة للتفاوض خارجها.
وتم الاتفاق ضمن المدينة على “ميثاق شرف”، وقّع عليه قادة الجيش الحر وعدد من العاملين في المدينة، على أن يكون إطارًا لعمل الوفد المفاوض، وتضمّن الميثاق الشروط التي يوافق من خلالها المعارضون لنظام الأسد على الهدنة، وهي إعادة انتشار قوات الأسد لحدود 5 تشرين الثاني 2012، -أي قبل بدء الحملة العسكرية على المدينة،-وإخراج جميع معتقلي داريا، وعدم تسليم السلاح الخفيف والمتوسط، بالإضافة إلى وجود لجنة مراقبة من الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية من الطرفين.
وقد تم تأجيل خروج الوفد المفاوض لأن النظام قرر تأجيل اللقاء، ما أحدث بلبلة داخلية بسبب تلاعب النظام بموعد التفاوض، وشكوك المعارضين حول جديته في إعادة طرح الهدنة من جديد، ويفيد المراسل أنه سبق موعد خروج الوفد المفاوض مشاكل داخلية أحدثت بعض الخلافات داخل المدينة، وقد تم تجاوزها عقب تأجيل موعد التفاوض، ويرجح أن الموعد القادم سيكون بعد عيد الفطر.
إلى ذلك، تزامنت مداولات الهدنة بين النظام والمعارضة، مع قصف عنيف تعرضت له المدينة الأسبوع الماضي، بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية الثقيلة، مصدره مطار المزة العسكري وثكنات الفرقة الرابعة في جبال المعضمية وجبال سرايا الصراع، والحواجز المتمركزة على أطراف المدينة وأوتوستراد دمشق درعا الدولي.
وبحسب مراسل عنب بلدي فقد توزع القصف على مدار أيام الأسبوع، لكنه كان مكثفًا مع وقت الإفطار، حيث أصبحت سياسة ثابتة للنظام خلال شهر رمضان.
وسقط الأسبوع الماضي، الشهيد أبو أحمد أحد العاملين في مجال تصليح الأسلحة في المدينة، والطفلة ريماس يوم الأحد 20 تموز جراء القصف، والشهيد أبو محمد معضماني نتيجة القصف العنيف يوم الخميس، والشهيدة بشرى والطفل خالد اللذَين سقطا نتيجة استهداف قوات الأسد للمباني السكنية بالبراميل المتفجرة يوم السبت؛ يذكر أن والدة الطفل خالد وجدته استشهدتا العام الماضي قنصًا على أوتوستراد الأربعين أثناء محاولة الدخول إلى المدينة.
كما سقط الشهيد أبو جمعة من أبناء داريا، على جبهة مدينة جوبر يوم الثلاثاء، خلال اشتباكات ضد قوات الأسد.
وكثفت قوات الأسد قصفها للطريق الواصل بين داريا والمعضمية، محاولة منع دخول المساعدات الغذائية من المعضمية، والتي شهدت انفراجًا بعد عودة دخول مساعدات الأمم المتحدة إليها، وكسر الحصار الذي فرضته قوات الأسد على المدينة عقب إبرام الهدنة بداية العام الجاري.
وتعيش داريا أوضاعًا إنسانية صعبة، ويحاول النظام بين حين وآخر إجبار أهالي المدينة للقبول بالهدنة عبر القصف العنيف والتنكيل بأهالي المدينة النازحين، بينما يصر العاملون والناشطون داخلها على شروطهم للخروج بـ “هدنة مشرفة” ترضي أهالي المدينة وتضمن حقوقهم؛ الأمر الذي يدفع النظام للمماطلة وإرجاء مواعيد التفاوض بين حين وآخر، واللعب على عامل الوقت الذي قد يدفع أهالي المدينة للضغط على أصحاب القرار وإجبارهم على القبول بالهدنة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :