عنب بلدي ــ العدد 127 ـ الأحد 27/7/2014
سيطر تنظيم “دولة العراق والشام” على الفرقة 17 أكبر معاقل قوات الأسد في محافظة الرقة يوم الجمعة 25 تموز مغتنمًا آليات وأسلحة ثقيلة، كما سيطر على الفوج 121 في محافظة الحسكة، بينما تحاول قوات الأسد استعادة حقل الشاعر في ريف حمص.
وبعد حصار دام قرابة عامٍ ونصف من قبل قوات المعارضة سقط خلاله أكثر من 150 قتيلًا، اقتحمت “دولة العراق والشام” مقرات الفرقة 17 التي تبعد كيلومترين شمال مدينة الرقة، بعد يومين من المعارك ضد قوات الأسد.
وأعلن التنظيم سيطرته الكاملة على مقر الفرقة التي تعتبر من أكبر الفرق العسكرية التابعة لقوات الأسد في سوريا، حيث تضم 12 كتيبة من بينها قيادة الفرقة ومساكن الضباط ومعمل السكر وكتيبة الإنشاءات وكتيبة الإشارة وكتيبة الكيمياء والإلكترون والهندسة ومسبق الصنع والأقطان ومحطة الأبقار، وقد سيطر التنظيم على المباني بأكملها وبث صورًا تثبت تواجد مقاتليه في كلٍ منها.
وارتفع عدد قتلى قوات الأسد في الفرقة إلى نحو 85 بين ضباط وجنود يوم السبت، حسب إفادة المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأشار المرصد إلى أن نحو 300 آخرين موجودين في قرية الرحيات الواقعة شمالي الفرقة، “مصيرهم مجهول”.
بدوره نشر حساب “ولاية الرقة” الناطق باسم التنظيم صورًا لعددٍ من جنود الأسد مفصولة الرأس عن الجسد، مشيرًا إلى أن مقاتلي التنظيم اعتقلوا عددًا من المقاتلين الذين حاولوا الهرب في مدينة “أبو شارب” وقتلوهم.
وأشارت مواقع جهادية إلى أن اقتحام الفرقة بدأ بعمليتين “استشهاديتين”، نفذهما المقاتلان “أبو صهيب الجزراوي” و “خطاب الجزراوي”، حيث فجرا سيارتين مفخختين في تجمعات لقوات الأسد داخل مقرات الفرقة.
وبحسب “ولاية الرقة” فقد اغتنم التنظيم عددًا من الدبابات والآليات العسكرية الثقيلة ومدافع الـ 23، إضافة لأسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر نقلت إلى خارج الفرقة.
بدورها اكتفت وسائل الإعلام الرسمية ببيان مبهم نشرته وكالة الأنباء سانا يوم الجمعة، جاء فيه “وحدة من قواتنا المسلحة المدافعة عن معسكر الفرقة 17 في الرقة تنهي بنجاح عملية إعادة تجميع استعدادًا لمواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة في محيط الرقة”. كما قصف الطيران الحربي محيط الفرقة وعددًا من الأحياء السكنية في المدينة، ما أسفر عن مقتل 7 مدنيين بحسب مركز الرقة الإعلامي.
وفي سياق متصل سيطر تنظيم الدولة على فوج الميلبية “121” في محافظة الحسكة، كما سيطر على أجزاء من فوج “كوكب”، ومنطقة “خربة جدوع” على طريق الحسكة القامشلي.
ويأتي توسيع نفوذ التنظيم شمال شرق سوريا، بعد أسبوع من سيطرته على حقل الشاعر النفطي في ريف حمص الشرقي، لكن قوات الأسد أعلنت استعادة السيطرة على الحقل بعد اشتباكات ضد مقاتلي “داعش” يوم السبت 26 تموز، في الوقت الذي نفت فيه حسابات التنظيم الناطقة باسمه دخول قوات الأسد إلى الحقل، ناشرةً صورًا لمقاتلي “الدولة” من داخل الحقل، تقول إنها حديثة.
يذكر أن “دولة العراق والشام” سيطرت على محافظة الرقة بشكل كامل تقريبًا منذ 7 أشهر، بعد طرد أو مبايعة كتائب المعارضة في المحافظة، بعدد أن حررتها من قوات الأسد قبل عامٍ ونصف.
وبسيطرتها على الفرقة 17 لم يبق بيد قوات الأسد في المحافظة سوى “مطار الطبقة” الذي تنطلق منه الطائرات الحربية وتقوم بقصف مختلف المناطق في الرقة وشرقي سوريا.