عنب بلدي- خاص
تعود أحداث “اقتتال إدلب” بتفاصيلها الدقيقة من جديد بعد أربعة أشهر من توقفها، بمواجهات عسكرية بين “هيئة تحرير الشام” وحركة “نور الدين الزنكي” في ريف حلب الغربي، وسط الحديث عن “صراع نفوذ” في المناطق التي ينوي الأتراك فرض هيمنتهم عليها، خاصةً المحيطة بمدينة عفرين الخاضعة لسيطرة “وحدات حماية الشعب” (الكردية).
وتركزت الاشتباكات التي بدأت، الأربعاء 8 تشرين الثاني، في كل من مناطق: الأبزمو، كفرناها، الشيخ سليمان، والفوج “111” غربي حلب، إلى جانب مدينة دراة عزة التي أعلنت “الزنكي” السيطرة عليها بشكل كامل بعد انسحاب “تحرير الشام” من حاجز الكنج القريب منها.
وأدى “الاقتتال” الأخير، مطلع تموز الماضي، إلى تحجيم الدور العسكري لـ “حركة أحرار الشام الإسلامية” في مدينة إدلب، وإجبارها على الانسحاب إلى الريف الغربي لحماة، وصولًا إلى الهيمنة العسكرية الكاملة لـ “تحرير الشام” على إدلب، وسط صمت تام من “الزنكي” التي اتخذت موقف المحايد حينها.
“أحرار الشام” ضمن حلف ثلاثي
بعد ثلاثة أيام من المواجهات غربي حلب، أعلنت “الزنكي” مواجهة “تحرير الشام”، فيما وصفته بـ “الحرب المفتوحة”، وفق بيان تلاه علي سعيدو، نائب القائد العام للحركة، قائلًا إن “الحرب بدأتها تحرير الشام”.
واعتبر نائب قائد الحركة أن “قيادة الهيئة تتاجر بدماء عناصرها لمنفعة سياسية خاصة يغتنمها أمراؤها، آخرها تطبيق بنود مخرجات مؤتمر أستانة، الذي بيعت فيه تضحيات الشعب السوري لروسيا والنظام”.
ودخلت تركيا بموجب “تخفيف التوتر”، إلى أجزاء من إدلب وحلب، وذلك بمرافقة عناصر من “الهيئة”، منذ تشرين الأول الماضي.
وبحسب معلومات عنب بلدي، فإن التوتر بين “الزنكي” و”الهيئة” يعود إلى التدخل التركي الأخير في ريف حلب الغربي، بعد تسليم الأخيرة ثلاث نقاط له في محيط مدينة عفرين التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.
وتعتبر التطورات العسكرية الحالية، بحسب مراقبين، خطوات للوصول إلى خريطة عسكرية لـ “حكومة الإنقاذ” الحالية، التي أعلن عن تشكيلها مطلع تشرين الثاني الجاري.
إلى ذلك أعلنت “أحرار الشام” وفصيل “جيش الأحرار” استعدادها الدخول في المواجهات العسكرية ضد “تحرير الشام” إلى جانب “الزنكي”.
وقال مدير المكتب الإعلامي العام لـ “الأحرار”، “أبو عبد الرحمن البنشي”، 11 تشرين الثاني، إن “أحرار الشام” تتجهز للدخول عسكريًا إلى جانب “الزنكي” لصد هجوم “الهيئة”.
وأضاف في حديث لعنب بلدي أنه لا توجد أي تحركات عسكرية، والتطورات الحالية “فقط استنفار واستعداد”.
وأشار البنشي إلى اتفاقية “دفاع مشترك” بين “الحركة” و”الزنكي” و”جيش الأحرار” تم التوصل إليها قبل المعارك الأخيرة مع “الزنكي”.
تعتبر “الزنكي” من أبرز فصائل محافظة حلب وريفها، وأحد المكونات الأساسية لـ”الجبهة الشامية” سابقًا، كما كان لها حضورها في تأسيس “جيش المجاهدين”، لكنها سرعان ما انفكت عنه.
وانفصلت الحركة أيضًا عن “تحرير الشام” بعد أن كانت أكبر الفصائل ضمنها، في 20 تموز الماضي، وعزت ذلك إلى “قرار قتال أحرار الشام وتجاوز دعوات المجلس الشرعي فيها”. وتميزت بعدم الاستقرار منذ تأسيسها الأول، وذلك من خلال التقلب بين رؤية فصائل “الجيش الحر” من جهة، والجماعات الإسلامية من جهة أخرى. |
“الفيلق” متهم بمساندة “تحرير الشام“
في سياق المواجهات العسكرية اتهمت “الزنكي” فصيل “فيلق الشام” بمساندة “الهيئة” في هجومها على ريف حلب الغربي، وتسليمها مناطقه التي يسيطر عليها.
وقال الشرعي في “الزنكي”، حسام أطرش، السبت 11 تشرين الثاني، إن “الفيلق” سلّم حواجزه في الريف الغربي لـ “تحرير الشام” وقدّم سياراته لتتنقل فيها وتنفذ عمليات الاختراق والانغماس داخل جبهات “الزنكي”.
وأضاف أن “الفيلق” منح “الهيئة” مهمات رسمية بختمه لاختراق مناطق “الزنكي” وتنفيذ العمليات الانغماسية.
ولم تمض ساعات حتى نفى “الفيلق” تسليم حواجزه لـ “الهيئة” والمشاركة معها وتسهيل مرور عناصرها إلى مناطق “الزنكي”.
وقال الفيلق في بيان رسمي له إن “قوات فيلق الشام في المنطقة قامت بوضع الحواجز على الطرقات ومناطق الاشتباك القريبة، ومنعت مرور الأرتال وأغلقت الممرات وحيدت البلدات والقرى الآمنة من المعارك”.
وبالعودة إلى المواقف السابقة اتخذ “الفيلق” موقفًا محايدًا من المواجهات العسكرية بين الفصائل في الشمال السوري، بينها الاقتتال الأخير بين “أحرار الشام” و”الهيئة”، وصولًا إلى المواجهات الحالية بين “الزنكي” و”الهيئة”.