“أهل الكهف” على خشبة المسرح الذهني لـ توفيق الحكيم
تدور أحداث مسرحية “أهل الكهف” للمسرحي المصري العالمي توفيق الحكيم، في إطار القصة الدينية الواردة في الكتب المقدسة للديانتين المسيحية والإسلامية، لكن الحكيم ركز أكثر على عامل الزمن في القصة.
تتحدث القصص الدينية عن مجموعة أشخاص مسيحيين فروا من الإمبراطور الروماني الوثني “دقيانوس”، والتجأوا إلى أحد الكهوف حيث ناموا لأكثر من 300 عام، واستيقظوا في عهد الإمبراطور الروماني المسيحي تيدوسيوس، كمعجزة تثبت البعث بعد الموت.
وأظهر الحكيم حيرة وغربة هذه الشخصيات المقدسة في الديانتين الإسلامية والمسيحية بعد عودتهم إلى الحياة، إذ وجدوا أن الحياة تغيرت تمامًا، ولم يعودوا قادرين على مواكبة المجتمع الذي يعيشون فيه، وبذلك تعود هذه الشخصيات إلى الكهف مفضلين الموت على حياة الغربة والوحدة.
وتبدأ المسرحية من استيقاظ الشخصيات الأساسية في الكهف، ومحاولة أحدهم شراء الطعام بنقود قديمة تعود لأكثر من ثلاثة قرون مضت، ما أثار فزع الناس، وما إن وصل الخبر للملك حتى أدرك أنهم قديسون، وفق ما فسر له رجال الدين.
وبالرغم من الاحتفاء الملكي بهم، إلا أنهم شعروا بحزن شديد وصدمة كبيرة لنومهم كل هذا الوقت، لا سيما وأن منهم من ماتت أسرته، أو فقد حبيبة له عاهدته على انتظاره حتى يزول الظلم ويعود إليها.
صدرت طبعتان للمسرحية في أول عام من نشرها سنة 1933، وترجمت إلى لغات عالمية مثل الفرنسية والإنكليزية والإيطالية، وبلورت المسرح الذهني لتوفيق الحكيم الذي يصعب نقله إلى خشبة المسرح، بالرغم من وجود عدة محاولات باءت بالفشل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :