عنب بلدي – ريف حلب
يحلم الشاب الثلاثيني محمد جيجو، الذي بترت ساقه اليمنى قبل أعوام، بالحصول على طرف صناعي ذكي، يستطيع من خلاله التأقلم مع وضعه الصحي، الذي يراه “سيئًا وغير مريح”، في ظل استخدامه طرفًا بلاستيكيًا حصل عليه مجانًا عقب إصابته في نيسان 2013، خلال المعارك قرب مستشفى الكندي في حلب.
بدأ المجلس المحلي في مدينة جرابلس، شمالي حلب، بتركيب أطراف صناعية إلكترونية ذكية، لمبتوري الأطراف في منطقة “درع الفرات”، عن طريق مكتب الخدمات الاجتماعية فيه، الأحد 5 تشرين الثاني، داعيًا الراغبين بالحصول على طرف صناعي، إلى التوجه نحو مقر المجلس، في إطار المرحلة الأولى من رعايته ذوي الاحتياجات الخاصة.
لا إحصائية محددة لأعداد مصابي الحرب في المنطقة، ولا في سوريا ككل، إلا أن مبتوري الأطراف يحصلون على الدعم إما عن طريق منظمات أو من خلال مشاريع فردية، وفق ما رصدت عنب بلدي في تقارير شملت مناطق عدة من سوريا في وقت سابق.
ويحتاج العشرات من المصابين إلى أطراف صناعية، ومنهم الطفل هيثم، الذي بترت ساقه إثر انفجار لغم من مخلفات تنظيم “الدولة الإسلامية”، في مدينة صوران شمالي حلب.
وطالب والده محمود أبو أحمد، في حديث سابق إلى عنب بلدي، بدعم طفله من المنظمات المتخصصة، مرددًا عبارة “ابني مشلول ننقله إلى دورة المياه، ومحروم من الالتحاق بالمدرسة واللعب مع أصدقائه، ومن جميع حقوقه في الحياة”.
165 مصابًا سُلّمت أسماؤهم إلى تركيا
سلم مجلس جرابلس المحلي أسماء 165 مصابًا لتركيا، وفق رئيسة مكتب الخدمات في المجلس، نور محمد، وقالت إن تركيب الأطراف سيجري في مقر المجلس، مؤكدةً في حديث إلى عنب بلدي، أن “الأطراف إلكترونية ذكية، نوفرها بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود”.
ووفق المجلس، فإن المنظمة أخذت قياسات 18 مصابًا، مطلع تشرين الثاني الجاري، لافتةً إلى أن تركيب الأطراف العلوية والسفلية، سيكون في المجلس بعد 15 يومًا من تاريخ أخذ القياسات.
وأشارت محمد إلى أن العملية “ستتكرر بعد الانتهاء من كل قسم، خلال الفترة المقبلة، على أن تشمل النازحين إلى المنطقة وجميع القاطنين في مناطق درع الفرات”، لافتة إلى أن هذا العمل يأتي في إطار مرحلة من مشروع مستمر.
واستقبلت جرابلس مطلع 2017 الجاري مئات النازحين من حي الوعر في مدينة حمص، تركزوا بشكل أساسي في المناطق والمخيمات المحيطة بها، كما شهدت والمناطق الأخرى، عودة الحركة التجارية مع تركيا، إضافةً إلى نشاط في حركة الإعمار، في ظل الأمان الذي ساد المدينة، مقارنة بمناطق مشتعلة في سوريا.
عولج الشاب محمود لفترة “طويلة” حتى شفي من البتر في تركيا، وقال لعنب بلدي إنه بحاجة إلى طرف أفضل، مضيفًا “كل الأطراف في المنطقة بلاستيكية عادية، توفرها بعض الجهات مجانًا، إلا أن الإلكترونية الذكية منها مكلفة”.