18 ألف مواطن دون مياه في جبل شحشبو
ريف حماة – إياد أبو الجواد
معاناة جديدة أضيفت إلى معاناة أهالي قرى جبل شحشبو بشقيه التابعين لمحافظتي إدلب وحماة شمالي سوريا تتمثل بنقص مياه الشرب، إذ يعاني الأهالي من نقص حاد في تأمينها ولجوئهم إلى دفع أموال كبيرة من أجل الحصول عليها. ويغلب الطابع العشائري على قرى الجبل، في عاداتهم وتقاليدهم، ويعمل سكانها في الزراعة وتربية المواشي ما يجعل الماء مهمًا بالنسبة لهم.
أسباب كثيرة أدت إلى انقطاع المياه عن قرى الجبل، لكن السبب الرئيسي يعود إلى سيطرة النظام السوري على المحطات الكهربائية، ما جعله يتحكم بمضخات المياه الواقعة خارج سيطرته، إضافة إلى تخريب شبكات المياه والمحطات نتيجة القصف الذي تعرضت له المنطقة من قبل الطيران الروسي وطيران النظام السوري.
أزمة المياه ازدادت خلال الشهر الماضي نتيجة قطع “إدارة الخدمات” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” الكهرباء عن القرى لوجود خلاف مع “حركة أحرار الشام”، بحسب ما أكده الناشط الإعلامي، “أبو هشام الحموي”، لعنب بلدي.
وكانت “تحرير الشام” طلبت من أهالي قرى الجبل مبلغ ألف ليرة شهريًا لجمعها في صندوق واستخدامها في حالات أعطال الكهرباء كونها تسيطر على مصدر كهرباء الجبل، وهو محطة الشريعة بسهل الغاب، إلا أن حركة “أحرار الشام” رفضت دفع المبلغ، ما أدى إلى قطع الكهرباء من قبل الهيئة.
الحموي أكد أنه لا يوجد بديل عن إعادة الكهرباء من أجل تأمين مياه الشرب، وسط غياب المولدات التجارية لتوزيع الأمبيرات على المنازل، كما هو الحال في باقي المناطق، بسبب المسافات البعيدة بين المنازل وعددها المحدود في كل قرية.
من جهته أكد عضو المجلس المحلي في جبل شحشبو، عادل زكريا، أن مولدات الديزل الموجودة كحل بديل في الآبار الارتوازية معطلة بنسبة كبيرة، بسبب القصف الذي طال المنطقة.
المنظمات غائبة
انقطاع الكهرباء دفع أهالي المنطقة والنازحين فيها والبالغ عددهم قرابة 18 ألف نسمة، بحسب الحموي، إلى إطلاق مناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إعادة الكهرباء، وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية.
وأكد زكريا غياب المنظمات عن منطقة شحشبو ما زاد المعاناة أكثر فأكثر، خاصة وأن قرى الجبل تعد من المناطق الفقيرة جدًا، إذ يعتمد سكانها على الزراعة ورعاية الغنم، والمهنتان باتتا مقيدتين في ظل هذه الأوضاع والنزوح الذي تعرضت له منطقة شحشبو لعدة مرات.
ونتيجة لذلك أصبحت صهاريج المياه هي المصدر بالنسبة للقرى بالرغم من ارتفاع ثمنها، ويتراوح ثمن الخزان (سعة ألف لتر) من ثمانية إلى عشرة آلاف ليرة سورية، بحسب زكريا، الذي أكد أن العائلة متوسطة عدد الأفراد تحتاج إلى خزان كل ثلاثة أيام، أي أن العائلة تدفع 15 ألف ليرة شهريًا ثمنًا للمياه بأقل تقدير.
محمد الجاسم، أحد سكان قرية أم نير في جبل شحشبو، أكد وجود صعوبات كبيرة في تأمين المياه ونقلها من القرى المجاورة نتيجة عدم توافر بئر جوفي يروي القرية، وتعطل شبكة المياه التي كانت تروي القرية قبل اندلاع الثورة، بالإضافة لوعورة الطرقات وطبيعة الأرض الجبلية.
وقال الجاسم إن أقرب قرية تتوفر فيها المياه هي قرية كرسعة جنوبي إدلب، والتي تبعد ما يقارب 11 كيلومترًا، ما أدى إلى ارتفاع سعر الصهريج إلى خمسة آلاف ليرة سورية، والذي لا يكفي لأكثر من سبعة أيام.
وأشار الجاسم إلى أن الأهالي قاموا قبل سنتين بحفر بئر جوفي لكنهم لم يتمكنوا من إكماله وتجهيزه واستخراج المياه منه بسبب ضعف الإمكانيات، ومايزال حتى اليوم مغطى بصخرة صغيرة، وسط مناشدات عن طريق المجالس المحلية والوكالات الإعلامية للمنظمات الإنسانية لمساعدتهم لكن دون جدوى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :