عنب بلدي ــ العدد 127 ـ الأحد 27/7/2014
ارتفعت خلال الأيام الماضية، وبشكل ملحوظ، أسعار الفروج، مشكلة عبئًا ماديًا جديدًا على المواطنين الذين يعتمدون على اللحوم البيضاء بدلًا من اللحوم الحمراء، لاسيما خلال شهر رمضان الذي ترتفع فيه فاتورة الاحتياجات الغذائية.
ويأتي هذا الارتفاع بعد ثبات نسبي لأسعار الفروج والبيض خلال الأشهر الماضية، إلا أنه ومنذ بداية شهر رمضان شهد ارتفاعًا كبيرًا، إذ وصل سعر كيلو الفروج إلى ما بين 580 و600 ليرة بعدما كان بـ 425 ليرة، ووصل سعر كيلو شرحات الدجاج إلى ما بين 800 و1000 ليرة بعدما كان الشهر الماضي بـ 700 ليرة، وكيلو الدبوس من 600 إلى 725 ليرة.
وجاء ارتفاع الأسعار بعد عدة تصريحات لحكومة الأسد خلال الفترة الماضية بأن الانخفاض النسبي في أسعار الفروج مرده لجهود الحكومة في دعم هذا القطاع، لتتبعها تبريرات للمعنيين بقطاع الدواجن حول الارتفاع مجددًا جاءت غير مقنعة.
فبحسب رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة، نزار سعد الدين، في تصريح لجريدة الوطن الأسبوع الماضي قال “إن سبب ارتفاع سعر الفروج هو موجة الحر الشديد وانقطاع الكهرباء في فترة ما قبل شهر رمضان بحوالي 12 يومًا، واستمرت لأيام عديدة، وأدت إلى نفوق أعداد كبيرة من صيصان الفروج في المداجن”. أما عضو جمعية اللحامين، بسام درويش، فاعتبر أن نفوق أعداد كبيرة من الفروج الحي عند نقله في الحر الشديد هو السبب وراء هذه الارتفاع.
وعن ردود أفعال مربي الدواجن حول هذا الارتفاع، يقول أبو محمد، وهو صاحب مزرعة لتربية الدواجن في منطقة جديدة عرطوز “إن السبب وراء ارتفاع الأسعار يعود إلى عزوف الكثير من المربين عن تربية الدواجن وذلك بسبب الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، إضافة إلى صعوبة نقل الإنتاج بين المحافظات، ونفوق أعداد كبيرة من الدواجن أثناء الوقوف على الحواجز لفترات طويلة تحت حر الشمس”.
بينما أبدى أبو أكرم، وهو شريك أبو محمد في المزرعة، استغرابه من تصريحات مسؤولي حكومة الأسد قائلًا “أين الدعم الحكومي لهذا القطاع، ألا تتحمل الحكومة مسؤولية تقنين الكهرباء وأزمة النقل، ألم يكن باستطاعتها تزويد المداجن بالكهرباء وتسهيل مرور ناقلي الدواجن عبر الحواجز من دون الانتظار طويلًا، وإذا لم تكن تستطيع القيام بذلك، فعن أي دعم حكومي يتحدث مسؤولوها”.
وفي سياق متصل صرح عبد الرحمن قرنفلة، الخبير في الإنتاج الحيواني والمقرب من نظام الأسد، عبر صحيفة الثورة (الحكومية)، في الرابع والعشرين من الشهر الحالي بأن حصة الفرد السوري من لحم الفروج “ستشهد تحسنًا في الفترة المقبلة على وقع تحسن ظروف الإنتاج”. تصريح ربما يكون منفصلًا عن واقع قطاع الدواجن الحالي، فأرقام المؤسسة العامة للدواجن تشير إلى بلوغ إنتاجها منذ بدء العام وحتى العاشر من تموز الجاري 90 مليون بيضة و300 ألف فروج، ما يعني أن حصة كل 60 شخص هي فروج واحد خلال نحو 6 أشهر من إنتاج المؤسسة، وذلك باعتبار أن 18 مليون شخص يعيشون في الداخل.
ويبقى أن نتساءل، هل ارتفاع أسعار الفروج قبيل العيد سيشكل ذريعة لمعاودة استيراد الفروج المجمد الإيراني، فاستيراده العام الماضي بررته الحكومة بما أسمته “كسر الأسعار المرتفعة للفروج في السوق المحلي”، ولعلها تعاود الاستيراد مجددًا تحت الحجة ذاتها، خاصة بعد إعلان الصحف الحكومية بتاريخ 24 تموز الجاري عن موافقة رئيس الحكومة على اقتراح اللجنة الاقتصادية بخصوص المفاوضات مع الجانب الإيراني لزيادة خط التسهيلات الائتمانية لتغطية حاجة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك من المواد الغذائية المستوردة عبر إيران، والتي بلغت قيمتها، ومن ضمنها الفروج المجمد، حتى النصف الأول من العام الجاري نحو 7.183 مليار ليرة.