عنب بلدي ــ العدد 127 ـ الأحد 27/7/2014
قام مجموعة من الناشطين السوريين في لبنان بحملة لتوزيع عبوات من الماء وبضعة تمرات عليها العلم اللبناني وعلم الثورة السورية تحت شعار “اشتقنا لوطننا، شكرًا لتخفيفكم معاناتنا”، وقد لاقت هذه الحملة ترحيبًا من بعض السوريين واللبنانيين، في حين اعترض آخرون عليها بدعوى أن هذا الأموال تذهب تبذيرًا وهدرًا، وأن السوري في المخيمات أحوج إليها.
وتباينت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كتب علاء معلقًا على صورة الحملة “أليس هناك عائلات سورية في لبنان لم تجد لقمة خبز لفطورها برأيك، ماهي مشاعرهم وهم يشاهدون توزيع عبوات الماء… ياريت هالمصاري تنصرف لشي يفيد شعبنا، وبظن بكفي شعارات فارغة”.
أما محمد فقد اعترض على كلمة ضيافة وكتب معلقًا “ضيافة، والغرفة يلي ما كنا نقبل تكون خرابة عم تتأجر بـ 400 دوﻻر، ولسا جاية تقول ضيافة”.
في حين اعتبر أبو عبيدة أن الحملة “هدر للمال… وبظن أكيد في عائلات سورية بحاجة هالمصاري أكتر من هالشغلة، وماحدا يقول تكلفتها بسيطة مو محرزة، في عالم وضعها بالحضيض والله أعلم كيف بتدبر وضعها، اتقوا الله في المحتاجين”.
في المقابل وجد عددٌ من السوريين في المبادرة عملًا جيدًا ويستحق التقدير، فكتب أنس “أهل مجدل عنجر يستحقون الشكر والاحترام”، كما علق أحد اللبنانيين على خبر يتحدث عن المبادرة في صفحة “صحافة مجدل عنجر” بالقول “حياكم الله وبياكم، أنتم المهاجرون الفارون بدينكم وأعراضكم في سبيل لله ونحن الأنصار أولي البأس والعزيمة بإذن لله”.
وزعت عبوات الماء في عدة مناطق وهي سعد نايل، شتورا، مجدل عنجر، تعلبايا، وأفادت السيدة مجد شربجي مديرة مركز النساء الآن المشرف على الحملة في لبنان، أن “الهدف من الحملة تخفيف الاحتقان بين الشعبين وإبراز أخلاق ثورتنا”، وذكرت شربجي أنه “تم توزيع 2000 علبة ماء لم تتجاوز تكلفتها 200 دولارًا أمريكيًا”.
إذن لمَ تعتبر 200 دولار “إسرافًا وتبذيرًا” عند البعض، أهو خلل في طريقة تفكيرنا ونظرتنا، إذ نختزل بذلك حاجة اللاجئين السوريين ببضعة أكياس من الأرز والطحين وبعض الخضروات، نوزعها على الفقراء والمحتاجين ويرتاح ضميرنا وتحل كل مشاكلنا!.
أما التوعية والتثقيف والنشاطات الثقافية والاستثمار أو أي أفكار ومبادرات إبداعية، تزيد من إحساسنا وإدراكنا للبيئة التي نعيش فيها، فهي مجرد نفقة عقيمة وهدر وإسراف حسب رأي البعض!.
إن أفضل أنواع الإنفاق اقتصاديًا هو ذلك الذي يحدث أثرًا وتغييرًا في سلوك الناس وتصرفاتهم سواء على المدى القريب أو البعيد.