تتلخص قصة الرواية الشهيرة بالثورة التي قامت بها حيوانات مزرعة السيد جونز على البشر، مدفوعين بخطاب الخنزير العجوز “ميجور” ملخصًا سنين من التجارب والحكمة ومنبهًا الحيوانات إلى كدّهم الذي يسلبه بنو البشر، وكيف أنّ الحل بأن يطيحوا بالبشر ويصبحوا أحرارًا. وترصد الرواية الجدل الذي أثارته أفكار ميجور بعد وفاته، والتي طورتها الخنازير لاحقًا إلى فكر “الحيوانية” animalism، بين مندفع لتأييد الثورة وبين مشكك بحجة أن السيد جونز هو “ولي النعمة وله الطاعة”؛ أما الثورة الفعلية فلم تقم إلا بعد أن طفح الكيل بالحيوانات حين نسي عمال المزرعة إطعامهم فانقلبوا على البشر وطردوهم منها؛ أغلقت بعدها الحيوانات الأبواب وتخلصت من أدوات البشر من سكاكين وسياط، ولخصت الخنازير المبادئ الحيوانية في وصايا سبع سجلت على حائط المزرعة.
تتابع القصة التغيّرات التدريجية في المزرعة، وكيف استولت الخنازير على الحكم والموارد، منقلبة على مبادئ الثورة، فمن تشكيل اللجان والأحلاف ورفع الشعارات وتوزيع الأوسمة إلى التعامل التجاري مع البشر. وتنتهي الرواية بستة من البشر وستة من الخنازير يلعبون الورق ويتهادون كؤوس الشراب، ومن ثم يختلفون، ويُختَتَم بمشهد الشجار حيث “أصبح من المستحيل أن تحدد من الخنزير ومن الإنسان”.
وإن لم يكن الكاتب الأسبق بقصّ حكايته على ألسنة الحيوانات، فإن الرواية تبقى مميزة، تجمع بين بساطة الفكرة وعمقها، فالقارئ العادي أو المتجرد من أي فكر سياسي سيجد فيها متعة الرواية الرمزية الساخرة وطرافة الفكرة وأسلوب العرض وتماسك الحبكة؛ وسيكون للقارئ المتعمق نظرة أخرى، فالإطار الساخر يحمل إسقاطات واضحة على الثورة الروسية وحكم ستالين، وكيف انتهت الثورة التي قامت من أجل العدالة الاجتماعية إلى النقيض من ذلك تمامًا؛ وإضافة إلى النقد السياسي اللاذع للظالم والمستسلم للظلم على حد سواء، تعكس الرواية فهمًا عميقًا للواقع الاجتماعي فترى فيها تمثيلًا للطبقات الاجتماعية على اختلافها، الكادحة، والمتوسطة، والمخملية، والمثقفة؛ وكذلك فهمًا للنفس البشرية التي ما إن تملك القوة حتى تستسيغ ما استنكرته في ضعفها وتنقلب صورة عن العدو.
صدرت الرواية عام 1945 بالإنكليزية، وترجمت منها إلى لغات عديدة، ولها عدة ترجمات إلى العربية.