عنب بلدي ــ العدد 126 ـ الأحد 20/7/2014
سيطر تنظيم «دولة العراق والشام» على حقل الغاز في منطقة الشاعر في ريف حمص الشرقي يوم الخميس 17 تموز، بعد معارك أسفرت عن مقتل العشرات من قوات الأسد، واغتنام أسلحة وذخائر ثقيلة في المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت إن تنظيم الدولة قتل وأعدم 270 شخصًا في المنطقة، مضيفًا أن «ما لا يقل عن 40 من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا في الهجوم»، بعد إعلانه يوم الجمعة أن «حوالي 115 من المقاتلين الموالين للأسد قتلوا في حين ما يزال مصير 250 مجهولًا»، وأوضح المرصد أن من بين القتلى 25 عاملًا على الأكثر بينما استطاع 30 آخرين الفرار.
ونشرت حسابات لمقاتلين في تنظيم الدولة تسجيلات مصورة قالت إنها في منطقة الشاعر، تظهر عددًا من الجثث المكدسة لمقاتلين في زيهم العسكري، يتحدث المصور فيها باللغة الألمانية وعبارات قليلة بالعربية.
بدوره أعلن حساب التنظيم في «ولاية حمص» عن اغتنام 15 دبابة و3 عربات Bmp وراجمتين و40 صاروخ جراد و8 مضادات ومدفع 120 ميداني»، مؤكدًا «مقتل 300 من جنود بشار».
وأكد محافظ حمص طلال البرازي لفرانس برس «سيطرة مسلحين على محطة للغاز في جبل الشاعر، متحدثًا عن فقدان الاتصال مع ثلاثة تقنيين، ومشيرًا إلى أن «الجيش النظامي يشن حملة لاستعادة السيطرة على المحطة».
ويعتبر حقل الشاعر من أكبر الحقول النفطية في المنطقة، وينتج قرابة 3 مليون متر مكعب من الغاز، يذهب مجملها إلى إنتاج الكهرباء.
وكانت قوات الأسد قد استعادت السيطرة على الحقل من جبهة النصرة وبعض كتائب المعارضة العام الماضي مع عددٍ من الحقول في المنطقة.
وينظر المحللون السياسيون والعسكريون إلى السيطرة من محورين أولهما أن المعركة هي الأكبر لـ «دولة العراق والشام» ضد قوات الأسد، منذ دخول التنظيم إلى سوريا مطلع العام 2013، تزامنًا مع اشتباكات مشابهة بين الطرفين على تخوم مطار دير الزور العسكري، معللين ذلك بمحاولة التنظيم توطيد نفوذه في شمال شرق سوريا.
والثاني هو استراتيجية التنظيم في السيطرة على حقول النفط في المناطق التي يستطيع الوصول إليها، وآخرها السيطرة على حقل «كونيكو» في دير الزور، في حين تتواصل الاشتباكات حول حقول الرميلان في محافظة الحسكة بين مقاتلي التنظيم، ومقاتلي وحدات الحماية الكردية.
يذكر أن التنظيم يقوم بعملية مشابهة على الأراضي العراقية في مدينة تكريت التابعة لمحافظة صلاح الدين، حيث سيطر على أجزاء من قاعدة سبايكر مدمرًا عددًا من المروحيات الحربية، ومحاولًا إكمال السيطرة على آخر معقل للقوات الحكومية في المحافظة.