سوتشي.. حديقة الروس الخلفية لصفقات سوريا

  • 2017/11/05
  • 5:12 م

عنب بلدي – نور عبد النور

من بوابة البحر الأسود، تطل روسيا بمدينة سوتشي على الشرق الأوسط وأوروبا، وتخصص المدينة الثرية ذات الكثافة السكانية المنخفضة لاستضافة أهم اللقاءات الرسمية، واستقطاب المؤتمرات الدولية المؤثرة.

ورغم أن المدينة ماتزال أسيرة أزمات تاريخية كبرى بين العرق الشركسي والدولة الروسية، إلا أن الأخيرة استطاعت أن تقفز على الجرح الشركسي محولة سوتشي إلى “منتجع كبير”، وفندق لضيوف فلاديمير بوتين، ومنصة للرسائل الدولية.

الرسالة الجديدة التي ترغب روسيا إيصالها من سوتشي هي أن دورها في الملف السوري هو الدور الأساسي وأنها تستطيع فرض شروطها على المعارضة السورية كما النظام، فبعد أن شاركت مع تركيا وإيران في أستانة، فضلت الاستئثار في قيادة مؤتمر لـ “الحوار الوطني السوري”، دعت إليه النظام والمعارضة، وهددت بتهميش مقاطعيه عن الحل في سوريا.

جهات كثير من المعارضة السورية عبرت عن رفضها للمؤتمر، ومقاطعتها له، لكن الأسبوعين المقبلين اللذين يسبقان عقد المؤتمر قد يحملان من المتغيرات ما يبدل المشهد الحالي.

منتج حكومي فخم على البحر الأسود

تقع سوتشي جنوب غربي روسيا، وتمتد على 150 كيلومتر من سواحل البحر الأسود، وتوجد في الاتجاه الجنوب الشرقي من مركز إقليم كراسنودار.

لا يتجاوز عدد سكان سوتشي 340 ألف نسمة، وتعتبر مجمعًا للمنتجعات والمصحات في روسيا، وهي ذات مستوى معيشي مرتفع بالنظر إلى حركة السياحة الكبيرة فيها، إذ يصل عدد سياحها سنويًا إلى ستة ملايين، ما دفع إلى تسميتها “المنتجع الكبير”.

تضم مجموعة من المعالم السياحية الطبيعية، إضافة إلى القصور الفخمة والكبيرة التي كانت منتجعات صيفية للرؤساء في العهد السوفياتي، وفي عام 1921 قررت الحكومة السوفياتية اعتبار منتجع سوتشي ماتسيستا منتجعًا حكوميًا.

الغرفة السرية لمناقشات إعادة إعمار سوريا

يستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أغلب الرؤساء خلال الزيارات الرسمية في مدينة سوتشي، لكن هذه الزيارات غالبًا ما تحمل رسائل سياسية مختلفة للزائرين.

أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا كانت، خلال تشرين الأول الماضي، وتم استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز في مدينة سوتشي ضمن زيارة وصفها بوتين بأنها “تاريخية”، وحملت الزيارة رغبة روسية- سعودية في حل المشاكل بين البلدين، على حساب التعاون في مجال النفط.

ورغم أن النفط كان في واجهة الزيارة، إلا أن القضية السورية كانت أيضًا محورًا مهمًا في اللقاء، وتندرج في إطار المحاولات الروسية لتمرير رؤية موسكو في الحل السياسي، وحشد التوافقات الدولية لمشروعها، وتقاسم مناطق إعادة الإعمار.

وكانت زيارة الملك جاءت بعد نحو شهر من زيارة رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، والتي أكد مراقبون أنها كانت فرصة لمناقشة مشاريع إعادة إعمار سوريا.

وزير خارجية النظام، وليد المعلم، أيضًا زار سوتشي قبل أيام من زيارة الحريري برفقة خبراء، وتم خلال الزيارة بحث بروتوكولات تعاون متعلقة بإعادة الإعمار.

محاربة السكان الأصليين بالرياضة

خلّف اختيار مدينة سوتشي لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 اعتراضات كبيرة من الشركس الذي اعتبروا أن الحدث الرياضي أقيم على جثث أجدادهم، ونظموا مظاهرات عدة للتنديد بإنطلاق دورة الألعاب.

ويعد الشركس تاريخيًا هم السكان الأصليين، الذين قاوموا الغزو الروسي حتى نهاية القرن السابع عشر، إلى نجح الروس بتهجيرهم من آخر معاقلهم في روسيا إلى مناطق السلطنة العثمانية.

اعتراضات الشركس لم تمنع روسيا من إدراج سوتشي على قائمة المدن التي ستستضيف لقاءات كأس العالم 2018، إلى جانب ثلاثة مدن أخرى.

مقالات متعلقة

  1. بوتين لن يحضر مؤتمر سوتشي
  2. بوتين وماكرون يتفقان: تنسيق وإعمار في سوريا
  3. أكثر من 40 فصيلًا عسكريًا يرفضون مؤتمر سوتشي
  4. اتفاق روسي- تركي على منطقة منزوعة السلاح في إدلب

دولي

المزيد من دولي