”تراحم 2“ المجتمعي يفتتح أبوابه في أورفة التركية
أورفة – برهان عثمان
التحقت السورية سعاد العلي (27 عامًا) بالدورات التي بدأها مركز “تراحم 2” المجتمعي، الذي فتح أبوابه في مدينة أورفة التركية، نهاية تشرين الأول الماضي، وتقول إنها تسعى لاكتساب معارف جديدة ومهنة تعينها مع أسرتها المكونة من طفلين على الحياة في الغربة.
افتتاح المركز الثاني في المدينة، كان من ضمن نشاطات رعتها جمعية “عطاء” للإغاثة الإنسانية، وفريق “تراحم” الكويتي التطوعي، في منطقة “أحمد يسوي”، بحضور شخصيات رسمية تركية وسورية، ودبلوماسيين من السفارة الكويتية في تركيا.
تشكو سعاد من صعوبة تأمين مصروفها مع عائلتها بعدما توفي زوجها، وتقول لعنب بلدي “سيكون هذا الشتاء قاسيًا ونحتاج إلى الملابس والتدفئة بينما لا أملك في جيبي ما يكفي لذلك”، موضحة أن المركز يؤمّن الفحم والملابس وبعض المسلتزمات التعليمية إلا أنها لا تكفي ولا تغطي جميع السوريين، وفق تعبيرها.
مركز تنموي يدعم السوريين
تشرف “عطاء” على كفالة 540 يتيمًا بشكل شهري في أورفة منذ ثلاث سنوات. |
في بناء مؤلف من عدة طوابق يعمل كوادر المركز موفرين الدعم لمن فيه، ويقول رئيس الفريق الكويتي التابع للهيئة الإسلامية العالمية، الشيخ ناصر البسام، في حديث إلى عنب بلدي، إن افتتاح المركز جاء بهدف تنمية قدرات السوريين ومساعدتهم في العمل والحياة والتعليم، مؤكدًا أنه “سيعطي أثرًا إيجابيًا خاصة أن من في المركز، يمتلكون المهارات والخبرات التي يحتاجها سوق العمل في أورفة”.
ويضم المركز أقسام الدعم الاجتماعي والتعليمي، وقاعات للمحاضرات والندوات، إضافة إلى قسم ألعاب للأطفال، ودار إيواء تضم حوالي 20 يتيمًا اختيروا ليكونوا فيها، تبعًا للعمر والوضع المادي والمستوى الدراسي، بحسب البسام.
ويقول أحمد المواس، مدير مركز “أسامة بن زيد” الذي تديره “عطاء” في أورفة، إن “تراحم 2” يضم برامج تنموية قبل الافتتاح الرسمي له، وأبرزها: تعليم اللغتين التركية والعربية، الحاسوب، الحلاقة، الخياطة، تحفيظ القرآن، الفقه، والحديث.
ووفق المواس فإن المركز يجمع بين الإغاثة والتنمية، مشيرًا إلى أن الجمعية “تحاول جهدها ليكون السوريون فاعلين في بيئتهم الجديدة”.
مدير المركز قيّم حاجات السوريين في أورفة بـ “الضخمة”، مؤكدًا أن الدعم المقدم “لا يغطي الجميع ونحن نحتاج إلى تضافر جميع الجهود والعمل مع المنظمات الدولية والحكومة التركية لنساعد السوريين”.
تُدرب السيدة سمية الحنت مهنة الخياطة في المركز، وتقول لعنب بلدي إن السوريين يستطيعون العمل والإنتاج في المجتمع التركي، من خلال الاعتماد على أنفسهم، مشيرةً إلى ضرورة “السعي لتمكين النساء من الحرف والأعمال اليدوية كالخياطة والحلاقة، وكل ما يساعدهم على الاستقرار”.
ويركز “تراحم 2” على النساء والشباب في آن معًا، ووفق سمية فإنه يضم أكثر من 40 مستفيدة من دورات الخياطة لوحدها.
وتمنّت الحنت أن يستطيع المتدربون تحقيق الاكتفاء الذاتي وتفعيل دورهم في المجتمع، لنقلهم من مجرد مستهلكين للإغاثة إلى منتجين في تركيا.
وتعيش أغلبية العوائل السورية في مناطق متطرفة وأحياء شعبية بعيدة عن مركز أورفة، وأظهر الإحصاء الأخير للمنظمات التركية الرسمية انتشار أكثر من 700 ألف سوري في الولاية ككل، يشكلون حوالي 21% من النسبة الإجمالية للسكان فيها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :